المدة الزمنية 18:54

السودان سوناl تحديات معسكرات اللاجئين : الطفلة اييت رستم نموذجاً باكسرين

1 989 مشاهدة
0
37
تم نشره في 2021/09/03

تقرير:عبد الله ادريس من داخل غرفة متهالكة وعيون اغرورغت في الدموع رسمت الطفلة ،ايت رستم ذات التسعة أعوام ما عاشته من ماساة وهي تيمم شطرالسودان هروبا من صراع يدور في منطقة التقراي في بلادها اثيوبيا لتجد في هذا الكوخ في المدينة-8،ملازا امنا لها مثلما وجد الالاف من الاطفال و البالغين والمركز هو في حقيقته نقطة طوارئ بالمدينة (٨) تم افتتاحه في يوم ٩ سبتمبر ٢٠٢٠ على عجل لمقابلة تدفقات اللاجئين التقراي في بداية الأحداث، اذ لا يبعد اكثر من ٣٧ كيلومترا عن الحدود السودانية الاثيوبية و١٣٠ كيلومتر عن مدينة القضارف. و رغم ان الوصول اليه لم يكن سهلا ميسورا بالنسبة للاجئين الفارين من التقراي ولا بالنسبة للقادمين من داخل السودان لتقديم العون والمساعدة والتخفيف عن المجتمعات المحلية المتضررة ،الا ان حوالى عشرين الف من الفارين من التقراي تمكنوا من الوصول الى هذه المنطقة بما فيهم الطفلة اييت واسرتها. الطفلة اييت رستم من قبيلة التقراي تكفكف دمعها وهي تحكي عن والدها الذي كان اصيب بمرض عضال ألم به اثناء الفرار بحياتهم بعد رحلة من الخوف والقلق حتى الوصول للمركز من اقليم التقراي ولخمسة اشهر قضتها مع والدها في مركز المدينة (٨) بمحلية الفشقة لم يجد العلاج و لم ينفع التطبيب لتفيض روحه لخالقها، وتواجه ايت رستم مصيرا مظلما، معسكر للجوء لا يوجد فيه من يحميها ويهتم لامرها غير امها التي اصبحت الان تكابد للحصول على قليل من الطعام والشراب لا يسمن ولايغني من جوع تجود عليهم به خمس منظمات تعمل في المنطقة. "قصة ايت هي قصة تنطبق في مضمونها مع قصص العشرات من الاطفال اللاجئين الذين يقيمون في هذا المركز" وفقا للاستاذ مصطفى انور محمد مدير المركز ، الا ان الشئ المختلف في قصة ايت هو انها تحمل في عقلها و تحلم بأن تكمل تعليمها حتى تصبح طبية حتى لا يواجه أهلها من التقراي المصير الذي انتهى له والدها. واشار مدير مركز طوارئ المدينة (٨) الى قلة المنظمات العاملة وضعف الخدمات وعزا ذلك الأمر لان المدينة (٨) هي في الأصل مركز استقبال يقوم بتصنيف وتوزيع اللاجئين على المعسكرات التي يتم فيها توفير الخدمات. وأوضح انور انهم منذ بداية الأحداث وحتى الآن استقبلوا ١٩٠٦٣ لاجئ تم ترحيل ٤٠٧٨ منهم الي معسكر ام راكوبة و٨٩٩١ الي معسكر الطنضبة و٦ من الارتيريين الى معسكر الشجراب، وتسرب من المركز الى داخل الولاية ٣٠٠٠، ليصبح العدد الفعلي الموجود الان ٣٠٣٣. واستبعد اي زيادة في عدد القادمين الي المركز وذلك لقفل الحدود بسبب التوترات الأمنية في تلك المنطقة. ومن الجلي ان اعداد اللاجئين تفوق حتى اعداد السكان من المواطنين الذين يقطنون المنطقة و قرب المركز من المدين يسهل من تسرب اللاجئين اليها بصورة قد تنعكس سلبا على حياة المواطن. فقد أكد المواطن عبدالحمن يعقوب بخيت بانهم كمجتمع استضاف هؤلاء اللاجئين وفتحوا لهم منازلهم وقاسموهم لقمة العيش قبل حضور المنظمات بل قبل الجهات الحكومية نفسها، لكنهم في المقابل لم ينالوا حظهم من الخدمات التي توفرللاجئين. لكنه اضاف بانهم كمجتمع مستضيف استفادوا من اللاجئين كعمالة في المزارع بل تم إيجار الآليات التي احضرها بعض اللاجئين معهم وأضاف عبدالرحمن يعقوب بأن بعض اللاجئين أصحاب حرف ومهن غير موجودة لديهم لذا تم الاستعانه بهم. وفى المقابل ذكر ان اللاجئين يستغلون بعص منازل وعقارات المدينة (٨) لذا طالب الجهات الرسمية بعمل معسكر منفصل عن مجتمعهم حتى لاتحدث احتكاكات مع أصحاب العقارات واللاجئين، كما أشار الي ظهور بعض الأمراض الخطيرة بسسبب عدم توفر خدمات طبية مناسبة للقفارين قبل تحويلهم لمعسكرات اللجوء الثابتة وعزا عمرو حسن فضل المولى مسؤول الحصر والتسجيل بالمركز هذا التسرب لضعف الرقابة وعدم ترحيل اللاجئين الى المعسكرات في الفترة المحدده بجانب انهم قد يسعون للعمل كايدي عاملة مع المزراعيين. واضاف مسؤول الحصر والتسجيل انه تم حصر وتسجيل دقيق بادخال بصمات وكل بيانات ال٣٠٣٣ عبر برنامج إلكتروني حديث وذلك عبر فريق مشترك من معتمدية اللاجئين و المفوضية السامية لشئون اللاجئين لكنهم تفاجأوا بعد إكمال الحصر بإستئثار المفوضية السامية للاجئين بتلك البيانات وعدم ترك نسخه لهم حتى يقوموا على ضوئها بوضع تحديد الخدمات التي يحتاج لها المركز وطالب القائمين على الأمر في معتمدية اللاجئين بالتدخل لمعالجة هذا الوضع. ووفقا للاحصاءات الرسمية فان الاطفال والشباب يمثلون اكثر من ثلثي اللاجئين في هذه النقطة و يتميز الشباب بانهم متعلمون وأصحاب حرف يفتقدها المجتمع المستضيف على حد وصف السكان المحليين. وعلى بعد خطوات من من مركز الحصر جذب الطفل رتشمان غاتوت ذو الستة أعوام الانتباه ليس بسبب البراءة التي تشع من عينيه وحدها إنما بقدرته على التواصل مع من حوله باللغة الإنجليزية والعربية معا بجانب لغة الام (تقرأي) رغم حداثة عمرة. و رغم الابهار الا انه هو الاخر صورة لماساة يعيشها الاطفال عند اندلاع الصراع في اي منطقة ومنطقة التقراي ليست استثناء . فالطفل اليافع وصل السودان دون والديه الذين لايعلم اين هم الآن على وجه الدقة وليس معه الا جدة هرمة تحتاج هي ايضا للرعاية. و قد اخبرهم بعض اللاجئين ان والديه قد دخلا الى السودان وهناك مساع للبحث عنهم عبر نظام التتبع الذي تقوم به المنظمات الطوعية ويقول الطفل رتشمان انه عندما هجمت القوات على قريتهم (حمير) لم يكن أمامهم غير إتخاذ قرار الفرار الى السودان حتى تنجو الاسرة من القتل الذي كان مصير كل من تأخر إتخاذ قرار الفرار٫ وأضاف انه في طريقه الى السودان رأي "مناظر صعبة" تعرض لها أبناء قومية ولم يحس بالامن والأمان الا بعد دخول الأراضي السودانية حيث تم استقبالهم وتقديم كل ما يحتاجون اليه، لكنه يتمني في أن يجتمع شمله مع امه وابيه خاصة أنه وحيد وليس معه أحد سوى جدته وهي كبيرة في السن وتحتاج لمن يقوم برعايتها وخدمتها وهو صغير لا يقدر على ذلك . لكن المنظمات العاملة في تقفي و تتبع اسر مثل هؤلاء الاطفال قد شرعت في البحث عن اسرتها لتبعث بصيصا من الامل في واقع ماساوي

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 9