المدة الزمنية 2:13

علي مال الله العوضي: هل أنت من السعداء أم من الأشقياء؟ باكسرين

155 مشاهدة
0
22
تم نشره في 2021/06/25

السعادة كلمة تهفو إليها النفوس، وتتشوف إليها القلوب، وهي الأمنية التي يسعى إليها الجميع للحصول عليها، ومن أجلها تبذل الأرواح، وتُقدم التضحيات. السعادة هي جنة الأحلام التي ينشدها كل البشر، من الملك في قصره المُشيد، إلى الفقير في بيته الصغير. قال ابن القيم رحمه الله: من عَلَامَات السَّعَادَة والفلاح أَنّ العَبْد كلَّما زِيدَ فِي عِلْمِه زِيدَ فِي تواضعه وَرَحمته، وَكلَّما زيد فِي عمله زيد في خَوفه وحذره، وَكلما زيد فِي عمره نَقَصَ من حرصه، وَكلّما زيد فِي مَاله زيد فِي سخائه وبذله، وَكلما زيد فِي قدْرِهِ وجَاهِهِ زيد فِي قربه من النَّاس وَقَضَاء حوائجهم والتواضع لَهُم . وعلامات الشقاوة أَنه كلما زيد فِي علمه زيد فِي كبره وتيهه، وَكلما زيد فِي عمله زيد فِي فخره واحتقاره للنَّاس وَحسن ظَنّه بِنَفسِهِ، وَكلَّما زيد فِي عمره زيد في حرصه، وَكلَّما زيد فِي مَاله زيد فِي بخله وإمساكه، وَكلَّما زيد فِي قدره وجاهه زيد فِي كبره وتيهه . وَهَذِه الْأُمُور ابتلاء من الله وامتحان يَبْتَلِي بهَا عباده فيسعد بهَا أَقوام ويشقى بهَا أَقوام . إنّي أوَيْتُ لكلِّ مأوى في الحيا ةِ فما رأيتُ أعزَّ مِن مَأواكَا. وتلمّسَتْ نفسِيَ السبيلَ إلى النجا ةِ فلم تجدْ مَنجى سِوى مَنجاكَا. وبحثتُ عن سرِّ السعادةِ جاهدًا** فوجدتُ هذا السرّ في تقواكَا. فَلْيرضَ عني الناسُ أو فَلْيَسخَطوا** أنا لم أعُدْ أسعى لغيرِ رِضاكَا. أدعوك يا ربي لتغفرَ حَوْبَتي** وتُعينَني وتَمُدَّني بهُداكَا. فاقبَلْ دعائي واستجِبْ لرَجاوَتي** ما خاب يومًا مَن دعا ورجاكَا.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 3