المدة الزمنية 32:37

اصول الفقہ (حصہ چہارم)درس82:استاد علامہ ظفر عباس شہانی دام عزہ باكسرين

بواسطة Shahani. Net
71 مشاهدة
0
4
تم نشره في 2021/07/20

تنبيهات الاستصحاب‏ بعد فراغ الشيخ الأنصاري من ذكر الأقوال في المسألة و مناقشتها شرع في بيان امورٍ تتعلّق به بلغت اثني عشر أمراً، و اشتهرت باسم «تنبيهات الاستصحاب» فصار لها شأن كبير عند الاصوليّين و صارت موضع عنايتهم، لما لاكثرها من الفوائد الكبيرة في الفقه، و لما لها من المباحث الدقيقة الاصوليّة. و زاد فيها شيخ أساتذتنا في الكفاية تنبيهين فصارت أربعة عشر تنبيهاً. و نحن ذاكرون- بعون اللَّه تعالى- أهمّها متوخّين الاختصار حدّ الإمكان و الاقتصار على ما ينفع الطالب المبتدئ. التنبيه الأوّل استصحاب الكلّي‏ «1» الغرض من استصحاب الكلّي: هو استصحابه فيما إذا تيقّن بوجوده في ضمن فردٍ من أفراده ثمّ شكّ في بقاء نفس ذلك الكلّي. و هذا الشك في بقاء الكلّي في ضمن أفراده يتصوّر على أنحاء ثلاثة عُرفت باسم «أقسام استصحاب الكلّي»: 1- أن يكون الشكّ في بقاء الكلّي من جهة الشكّ في بقاء نفس ذلك الفرد الّذي تيقّن بوجوده. 2- أن يكون الشكّ في بقاء الكلّي من جهة الشكّ في تعيين ذلك الفرد المتيقّن سابقاً، بأن يتردّد الفرد بين ما هو باقٍ جزماً و بين ما هو مرتفع جزماً، أي أنّه كان قد تيقّن على الإجمال بوجود فردٍ ما من أفراد الكلّي فيتيقّن بوجود الكلّي في ضمنه، و لكن هذا الفرد الواقعي مردّد عنده بين أن يكون له عمر طويل فهو باقٍ جزماً في الزمان الثاني و بين أن يكون له عمر قصير فهو مرتفع جزماً في الزمان الثاني. و من أجل هذا الترديد يحصل له الشكّ في بقاء الكلّي. مثاله: ما إذا علم على الإجمال بخروج بلل مردّد بين أن يكون بولًا أو منيّاً ثمّ توضّأ، فإنّه في هذا الحال يتيقّن بحصول الحدث الكلّي في ضمن هذا الفرد المردّد، فإن كان البلل بولًا فحدثه أصغر قد ارتفع بالوضوء جزماً، و إن كان منيّاً فحدثه أكبر لم يرتفع بالوضوء. فعلى القول بجريان استصحاب الكلّي يستصحب هنا كلّي الحدث، فتترتّب عليه آثار كلّي الحدث مثل حرمة مسّ المصحف. أمّا آثار خصوص الحدث الأكبر أو الأصغر فلا تترتّب، مثل حرمة دخول المسجد و قراءة العزائم. 3- أن يكون الشك في بقاء الكلّي من جهة الشكّ في وجود فردٍ آخر مقام الفرد المعلوم حدوثه و ارتفاعه، أي أنّ الشكّ في بقاء الكلّي مستند إلى احتمال وجود فردٍ ثانٍ غير الفرد المعلوم حدوثه و ارتفاعه، لأنّه إن كان الفرد الثاني قد وُجد واقعاً فإنّ الكلّي باقٍ بوجوده، و إن لم يكن قد وُجد فقد انقطع وجود الكلّي بارتفاع الفرد الأوّل.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0