المدة الزمنية 6:51

ابن العثيمين -شرح حديث: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) باكسرين

3 236 مشاهدة
0
49
تم نشره في 2022/03/29

الشيخ : " وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) " . الطالب : ما ذكرتم الوصال إلى السحر ؟ الشيخ : هاه؟ الطالب : ما ذكرتم الوصال إلى السحر ؟ الشيخ : ما فيه الحديث شيء، في حديث آخر: ( فأيّكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السّحر ). الطالب : الفوائد. الشيخ : هاه؟ الطالب : الفوائد؟ الشيخ : أخذنا الفوائد. طيب هذا الحديث كما تشاهدون جملة شرطيّة ( من لم يدع قول الزّور ) وهنا توارد على الفعل جازمان : مَن ، ولم ، كما في قوله تعالى: ( فإن لم تفعلوا ) توارد عليها جازمان فأيهما يعمل؟ العامل في اللّفظ هو الثاني المباشر، والأوّل عامل في المحلّ، الأوّل يكون عاملا في المحلّ، وعليه فيدع هنا مجزوم بلم . وقوله: ( فليس لله حاجة ) الجملة جواب الشرط واقترنت بالفاء لأنّها فعل جامد وإلاّ لا؟ جامد طيب، ما هو الفعل الجامد؟ هو الذي إذا مسسته برّد أناملك؟! الطالب : ما لا يشتق. الشيخ : إيش؟ الطالب : ما ليس مشتقّا. الشيخ : ما ليس مشتقّا، أي نعم. طيّب وقوله: ( فليس لله حاجة في أن يدع ) حاجةٌ بالرّفع لأنّها اسم ليس مؤخّر. وقوله ( في أن يدع ) هذه فعل مضارع ماضيها ودعه، ومصدرها وَدْع، ما هي إيداع، إيداع مصدر أودع، لكن مصدرها ودع، ومنها قوله عليه الصّلاة والسّلام: ( لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات ) ويدع بمعنى يترك طعامه وشرابه إلى آخره. في هذا الحديث يقول: ( من لم يدع قول الزّور ) من لم يدع أي: من لم يترك قول الزّور. وقول الزّور: كلّ قول مائل عن الحقّ، لأنّ الزّور مأخوذة من الإزورار وهو الانحراف، فقول الزّور كلّ قول مائل عن الحقّ. فالشّتم قول زور، والغيبة قول زور، والقذف قول زور، والكذب قول زور، كلّ شيء مائل عن الحقّ من الأقوال فهو داخل في قول الزّور، هل يدخل في ذلك شهادة الزّور، أن يشهد الإنسان بالباطل؟ الطالب : نعم. الشيخ : أي نعم، من باب أولى، تدخل في قول الزّور. ثانيًا : ( العمل به ) يعني من لم يدع العمل بالزور، والعمل بالزّور هو العمل بكلّ قول محرّم كما قلنا في قول الزّور، مثل: القول المحرم، كالغشّ، الغشّ في بيع وشراء، وكالنّظر لمحرّم، كالاستماع إلى الأغاني المحرّمة وما أشبه ذلك، وكمشاهدة المشاهدات المحرّمة كلّ هذه من العمل بالزّور. وقوله: ( الجهل ) المراد به السّفه، وليس المراد به عدمَ العلم، لأنّ عدم العلم لا يقال تركه أو لم يتركه، لكن يراد السّفه. والسّفه هو: القول الذي ينسب قائله إلى خلاف الرّشد، وإن لم يكن محرّماً، كالكلمات النابية عرفا هذه تعتبر من السّفه أو من الجهل. الذي لا يدع هذه الأمور الثّلاثة وهنا يقول: الجهلّ بالنّصب معطوفة على؟ الطالب : قول. الشيخ : قول الزّور. ( فليس لله حاجة ) الحاجة بمعنى الإرادة أي: فليس لله إرادة في كذا وكذا، يعني أنّ الله ما أراد من الصّائم أن يمتنع عن الأكل والشّرب فقط والنّكاح، وإنّما أراد أن يدع هذه الأمور، هذه هي الحكمة الشّرعيّة من وجوب الصّوم، ويدلّ لذلك قوله تعالى: (( يا أيّها الذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتّقون )) : هذه هي الحكمة من الصوم ، ولهذا لو أننا أخذنا بهذه الحكمة في نهار رمضان ما خرج رمضان إلاّ وقد تغيّر الإنسان في عبادته لله وفي سلوكه مع عباد الله ، شف يدع قول الزّور والعمل بالزور والسّفه، إذن ما يخرج رمضان ثلاثون يوما إلاّ وقد تكيّف بهذه العادات الفاضلة، وهي: ترك الزّور قولا وفعلا، وترك السّفه. لكن نحن نشاهد كثيرا من المسلمين أو أكثرهم يدخل رمضان ويخرج لا يتأثّرون به، لماذا؟ لأنّهم لم يحافظوا على ما أرشد الله إليه ورسولُه في ملازمة التّقوى، وترك الزّور قولا وفعلا وترك السّفه. وقوله: ( فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) : نصّ عليه لأنّ الطّعام والشّراب لازم لكلّ صائم، أمّا النّكاح الذي أشار الله إليه في قوله: (( فالآن فباشروهنّ )) فإنّه يختص به من هو ذو زوج، وأمّا من ليس ذا زوج فإنّه يدع الطّعام والشّراب.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 5