المدة الزمنية 20:32

حكم الوصي عبد الاله والملك فيصل الثاني سلسلة عاش الملك مات الملك الجزء الثالث / محمد خليل كيطان باكسرين

14 935 مشاهدة
0
274
تم نشره في 2021/10/26

عاش الملك .. مات الملك ( الجزء الثالث) ———————- شكر وتقدير: د. نزار عبدالكريم المولى فلسفة تاريخ حديث ومعاصر —————————— بعد مقتل الملك غازي بحادث سيارة في يوم 4 نيسان 1939 قرر مجلس الوزراء برئاسة نوري السعيد إعلان الامير فيصل ، ملكاً على العراق باسم (صاحب الجلالة الملك فيصل الثاني) . وبما ان فيصل كان عمره 6 سنوات وبس فقد اختار المجلس تسمية الأمير عبدالإله بن علي اخو الملكة عالية وخال فيصل الثاني وصياً على العرش لحين بلوغ الملك السن القانونية. صحيح اكو ناس اعترضت لاعتقاده أن الامير زيد بن الحسين أحق بالوصاية، لانه عم الملك غازي وهو اقرب الى الملك فيصل الثاني، الا ان ارادة البريطانيين ونوري السعيد كانت اقوى من الاعتراضات، وفضلت الخال على العم، خصوصاً بعد ان تقدمت كل من الملكة عالية والدة فيصل الثاني والأميرة راجحة شقيقة الملك غازي ، بشهادتهما أمام مجلس الوزراء في يوم 6 نیسان 1939 ، والمتضمنة بأن هناك وصية شفوية للملك غازي تقضي بوصاية الامير عبد الاله على عرش العراق. لم يسبق للوصي عبدالإله أن فكر بتولي السلطة في العراق ،ولم يكن مدركاً لأساليب الحكم وقوانينه وفنونه ،ولهذا بقى يراقب ويسمع ويستوعب دون أن يتدخل في أمور الدولة ، تاركاً تصريف الاعمال للحكومة المسؤولة وفقاً للقانون الأساس . ولا يعني هذا أن عبدالإله كان زاهداً بالحكم ، ولكنه تحرك بهدوء محاولاً توطيد حكمه بالتسلل إلى قلوب الشعب العراقي من جهة ، وتوطيد علاقته بفرسان السياسة العراقية من جهة أخرى . إتبع عبدالإله سياسة خاصة خلال مدة حكمه اللي استمرت 14 سنة، ويمكن تقسيمها الى مرحلتين ، الاولى من عام 1939 الى عام 1946 ، حيث تشكلت في هذه المرحلة 10 وزارات لم يكن له دوراً كبيراً في ادارتها، لكنه كان يعتمد على نوري السعيد، وكان يوثق علاقته بكتلة الضباط لتأمين دعم الجيش وتأييده ،وتوجيه وسائل الإعلام المتوفرة آنذاك ، بنشر صوره مع الملك الصغير، بأوضاع تبعث على الحنان والتعاطف في صدر صفحاتها الأول ، لكسب ود ابناء الشعب العراقي المتعلقين بذكرى الملك الفقيد، غازي الاول . غير ان عاصفة هزت وصاية عبد الاله عام 1941 ، عندما خلعه رشيد عالي الكيلاني في اثناء حركته المعروفة (بدكة الكيلاني) وهرب عبد الاله الى الاردن وعين مكانه الشريف شرف وصياً على العرش، الا ان تدخل البريطانيين اعاد الوصي واعوانه واولهم نوري السعيد الى الحكم بعد ان عاودوا احتلال العراق من جديد عام 1941 واجلسوا عبد الاله على كرسي وصاية عرش العراق مرة ثانية، وهرب رشيد عالي الكيلاني الى السعودية، وتم اعدام العديد من الضباط الثائرين . واستمر عبدالاله بتقوية مركزه شعبياً، وداوم على التقرب للناس ، وزيارة العتبات المقدسة في الكاظمية وكربلاء والنجف وسامراء ، ومراقد ابو حنيفة والكيلاني والخلاني وغيرها. اما المرحلة الاخرى من حكم عبد الاله فكانت ما بين عامي، 1946 الى عام 1953 ، وتشكلت بيها 13 وزارة ، وصار عبد الاله خلال هذه المرحلة عارفاً بدروب السياسة ومسالكها ، وتعرف جيداً على السياسيين وتوجهاتهم . وصارت عنده خبرة بالسياسة الخارجية ايضاً، ولمس تراجع دور بريطانيا وفرنسا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وظهور أمريكا والاتحاد السوفيتي على الواجهة السياسية. وأظهر عبد الاله ميلاً تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، ما اثار امتعاض البريطانيون بالخصوص بعد زيارته لواشنطن عام 1945 . وبدا الوصي يخطط لإيجاد مكان له بعد بلوغ الملك فيصل الثاني السن القانونية . وفي آيار 1953 ، عقد مجلس الأمة جلسة مشتركة برئاسة السيد محمد الصدر ، رئيس مجلس الأعيان ، ورئيس مجلس النواب فاضل الجمالي ، للبت في تطبيق الأحكام الدستورية وتنصيب الملك فيصل الثاني عاهلاً للعراق. وتم التنصيب واقسم الملك القسم التالي :أقسم بالله العظيم بأنني أحافظ على أحكام القانون الأساسي ، وإستقلال البلاد ، وأخلص للأمة والوطن " . عمت الإحتفالات البلاد برمتها ، ووزعت المساعدات لضعاف الحال ، ومنح الموظفون راتباً اضافياً ابتهاجاً بالمناسبة . وتسلم الملك فيصل الثاني مهامه الدستورية ، ملكا للبلاد . وأنتهت وصاية خاله الأمير عبدالإله الذي عين وليا للعهد ، بإعتبار إن الملك فيصل ما زال شاباً ولم يتزوج بعد ، ليكون له ذرية وولياً للعهد من صلبه . لكن الحقيقة ان عبد الاله بقي الحاكم الفعلي للبلاد ، ولم يتح للملك فرصة لممارسة سلطاته ، فبقي مسيطراً عليه ، وترك للملك حضور المناسبات ورعايتها ، والقضايا البروتوكولية الشكلية فقط . وخابت ظنون الناس اللي كانوا ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يقود الملك فيصل الثاني البلاد مثل والده وجده ، وأصيبوا بالإحباط ، وعادوا يقارعون السلطة التي يقودها عبدالإله ، ووقعت مواجهات وإضطرابات عديدة. لكن الناس ايضا لمسوا تحقيق الكثير من المنجزات على ارض الواقع في عهد الملك فيصل الثاني لا سيما بعد تشكيل مجلس الاعمار اللي تميز بانجاز العديد من المشاريع الحيوية وقرر حصر افتتاحها باسبوعين الأسبوع الأول في نيسان 1956، والثاني في آذار 1957".                               وقام الملك فيصل الثاني خلال هاي السنتين بافتتاح مشروع الثرثار الكبير الذي عالج مشكلات الري والفيضان وبعدها افتتح المكتبة العامة في سامراء، وفي الخامس من نيسان افتتح مشروع الحبّانية في مدنية الرمادي . وبعدها جسري الملكة عالية (الجمهورية حالياً) والائمة الرابط بين الكاظمية والاعظمية ثم افتتح الملك معمل الألبان في أبي غريب ووضع حجر الأساس لمشروع إسكان غربي بغداد المتضمن بناء خمس وعشرين ألف بيت لغاية عام 1960، وتم افتتاح 120 دارًا ضمن هذا المشروع في منطقة الوشاش، وألف دار في منطقة الشالجية لعمال السكك اضافة الى العديد من المشاريع الاخرى في مختلف المحافظات العراقية.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 39