المدة الزمنية 39:52

المنطق ج ۱:درس 08:استاد علامہ ظفر عباس شہانی دام عزہ باكسرين

بواسطة Shahani. Net
1 304 مشاهدة
0
32
تم نشره في 2019/05/18

العلم ضروری و نظری ینقسم العلم بکلا قسمیه التصوری والتصدیقی إلى قسمین: 1- (الضروری) ویسمى أیضاً (البدیهی) وهو ما لا یحتاج فی حصوله إلى کسب ونظر وفکر، فیحصل بالاضطرار وبالبداهة التی هی المفاجأة والارتجال من دون توقف، کتصورنا لمفهوم الوجود والعدم ومفهوم الشیء وکتصدیقنا بأن الکل أعظم من الجزء وبأن النقیضین لا یجتمعان وبأن الشمس طالعة وأن الواحد نصف الاثنین وهکذا... 2- و(النظری) وهو ما یحتاج حصوله إلى کسب ونظر وفکر، کتصورنا لحقیقة الروح والکهرباء، وکتصدیقنا بأن الأرض ساکنة أو متحرکة حول نفسها وحول الشمس ویسمى أیضاً (الکسبی). (توضیح القسمین): إن بعض الأمور یحصل العلم بها من دون إمعان نظر وفکر فیکفی فی حصوله أن تتوجه النفس إلى الشیء بأحد أسباب التوجه الآتیة من دون توسط عملیة فکریة کما مثلنا، وهذا هو الذی یسمى (بالضروری أو البدیهی) سواء أکان تصوراً أم تصدیقاً. وبعضها لا یصل الإنسان إلى العلم بها بسهولة، بل لابد من إمعان النظر وإجراء عملیات عقلیة ومعادلات فکریة کالمعادلات الجبریة، فیتوصل بالمعلومات عنده إلى العلم بهذه الأمور (المجهولات)، ولا یستطیع أن یتصل بالعلم بها رأساً من دون توسیط هذه المعلومات وتنظیمها على وجه صحیح، لینتقل الذهن منها إلى ما کان مجهولاً عنده، کما مثلنا. وهذا هو الذی یسمى (بالنظری أو الکسبی) سواء کان تصوراً أو تصدیقاً. توضیح فی الضروری: قلنا: إن العلم الضروری هو الذی لا یحتاج إلى الفکر وإمعان النظر. وأشرنا إلى أنه لابد من توجه النفس بأحد أسباب التوجه. وهذا ما یحتاج إلى بعض البیان: فإن الشیء قد یکون بدیهیاً ولکن یجهله الإنسان، لفقد سبب توجه النفس، فلا یجب أن یکون الإنسان عالماً بجمیع البدیهیات، ولا یضر ذلک ببداهة البدیهی. ویمکن حصر أسباب التوجه فی الأمور التالیة: 1- (الإنتباه) وهذا السبب مطرد فی جمیع البدیهیات، فالغافل قد یخفى علیه أوضح الواضحات. 2- (سلامة الذهن) وهذا مطرد أیضاً، فإن من کان سقیم الذهن قد یشک فی أظهر الأمور أو لا یفهمه. وقد ینشأ هذا السقم من نقصان طبیعی أو مرض عارض أو تربیة فاسدة. 3- (سلامة الحواس) وهذا خاص بالبدیهیات المتوقفة على الحواس الخمس وهی المحسوسات. فإن الأعمى أو ضعیف البصر یفقد کثیراً من العلم بالمنظورات وکذا الأصم فی المسموعات وفاقد الذائقة فی المذوقات. وهکذا. 4- (فقدان الشبهة) والشبهة: أن یؤلف الذهن دلیلاً فاسداً یناقض بدیهة من البدیهیات ویغفل عما فیه من المغالطة، فیشک بتلک البدیهة أو یعتقد بعدمها. وهذا یحدث کثیراً فی العلوم الفلسفیة والجدلیات. فإن من البدیهیات عند العقل أن الوجود والعدم نقیضان وأن النقیضین لا یجتمعان ولا یرتفعان، ولکن بعض المتکلمین دخلت علیه الشبهة فی هذه البدیهة، فحسب أن الوجود والعدم لهما واسطة وسماها (الحال)، فهما یرتفعان عندها. ولکن مستقیم التفکیر إذا حدث له ذلک وعجز عن کشف المغالطة یردها ویقول إنها (شبهة فی مقابل البدیهة). 5- (عملیة غیر عقلیة) لکثیر من البدیهیات، کالاستماع إلى کثیرین یمتنع تواطؤهم على الکذب فی المتواترات، وکالتجربة فی التجربیات، وکسعی الإنسان لمشاهدة بلاد أو استماع صوت فی المحسوسات... وما إلى ذلک. فإذا احتاج الإنسان للعلم بشیء إلى تجربة طویلة، مثلاً، وعناء عملی، فلا یجعله ذلک علماً نظریاً ما دام لا یحتاج إلى الفکر والعملیة العقلیة.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 5