المدة الزمنية 8:51

بداية خلق الكون باكسرين

1 214 مشاهدة
0
456
تم نشره في 2021/05/15

إن الناس -في كل زمان ومكان-يشتاقون إلى معرفة كيفية خلق الكون، ووجود هذا الكون ويكثر تساؤلهم بمتى وكيف؟ ويريدون تحديداً واضحاً عن الأول من المخلوقات وعما بعده… وقد حثنا الله سبحانه وتعالي علي التفكر والتدبر فى الكون وحسن صنيعه وكيف بدا الخلق فقال في كتابه ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾: والسير في الأرض يفتح العين والقلب على المشاهد الجديدة التي لم تألفها العين ولم يملَّها القلب، ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ولقد شغلت هذه المسألة الكثير من الصحابة، فأخذوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، بل إن الوفود كانت تأتيه من بعيد، يدفعها حب الاستطلاع والشغف للمعرفه والاطلاع وقال الإمام أحمد في مسنده عن ابن رزين قال: قلت يا رسول الله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه .. قال : كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء . و كلمة عماء تعني سحاب أو فراغ لاشئ معه . وعن عمران بن حصين قال : جاء وفد من اليمن فقالوا يا رسول الله جئنا لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر ( أي أن يحكي لهم كيف كانت بداية الخلق ) . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كان الله وحده ولم يكن شئ غيره كان الله عز وجل ولم يكن معه شئ فهو الاول بلا بدايه والاخر بلا نهايه من خلق الله قد نبهنا رسول الله فى عدم التفكر في ذات الله كما قال صلى الله عليه وسلم: تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله واخبرنا انه يأتي الشيطان أحدكم فيسأله من خلق السماء فيقول الله فيسأله فمن خلق الأرض فيقول الله فيسأله فمن خلقك فيقول الله فيسأله فمن خلق الله ؟ فإذا وجد أحدكم ذلك في نفسه فليقل آمنت بالله ورسوله ، فإن ذلك يذهب عنه رواه البخاري ومسلم من خلق الله سؤال ليس بسؤال منطقى ولا عقلانى اصلا فمثلا ان ذهبنا الى الخباز لنشترى خبزا فسألنا من خبز هذا الخبز فيقال لنا خبزه الخباز ثم نقول من خبز الخباز هل هذا سؤال يعقل ويقال فلا معنى للسؤال من الاساس وينطبق هذا على سؤالنا ونتعلم من قوله صلى الله عليه وسلم: تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله فيما رواه البخاري في صحيحه أن يهودياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قرأ: وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ترتيب خلق الخلائق : أول ما خلق الله .. العرش على الماء .. ثم القلم .. ثم اللوح المحفوظ .. ثم السموات والأرض يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب علمي في خلقي وقدري في خلقي فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة . رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء وقد خلق الله السماوات والأرض وما فيهما تم في ستة أيام : يومان للسماء ، وأربعة أيام للأرض وما فيها ، كما قال تعالى : ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ . وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ . ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) عن ابن عباس, قال هناد: قرأت سائر الحديث على أبي بكر " أن اليهود أتت النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فسألته عن خلق السموات والأرض, قال: " خَلَقَ اللهُ الأرْضَ يَوْمَ الأحَد وَالاثْنَيْنِ, وَخَلَقَ الجِبَالَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَما فِيهِنَّ مِنْ مَنَافِعَ, وَخَلَقَ يَوْمَ الأرْبَعاء الشَّجَرَ وَالمَاءَ وَالمَدَائِنَ وَالعُمْرَانَ والخَرَابَ, فَهَذِهِ أرْبَعَةٌ, ثُمَّ قال: أئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ, وَتَجْعَلُونَ لَهُ أنْدَادًا, ذلك رَبُّ العَالَمِينَ, وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبَارَكَ فِيها, وَقَدَّرَ فِيها أقْوَاتَهَا في أرْبَعَةِ أيَّامٍ سَوَاءً للسَّائِلِينَ لِمَنْ سأل. قالَ: وَخَلَقَ يَوْمَ الخَمِيسِ السَّمَاءَ, وَخَلَقَ يَوْمَ الجُمْعَةِ النُّجُومَ والشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالمَلائِكَةَ إلَى ثَلاثِ سَاعَاتٍ بَقِيَتْ مِنْهُ فَخَلَقَ فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلاثَةِ الآجَالِ حِينَ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ, وفِي الثَّانِيَةِ ألْقَى الآفَةَ على كُلِّ شَيْءٍ مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ, وَفِي الثَّالِثَةِ آدَمَ وَأَسْكَنَهُ الجَنَّةَ, وَأَمَرَ إبْلِيسَ بالسُّجُودِ لَهُ, وَأَخْرَجَهُ مِنْهَا فِي آخِرِ سَاعَةٍ" قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟ قال: " ثُمَّ اسْتَوَى على العَرْشِ", قالوا: قد أصبت لو أتممت, قالوا: ثم استراح; فغضب النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم غضبا شديدا, فنـزل: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ .

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 91