غزوة أحد | كيف تحوّل الانتصار إلى هزيمة ؟ باكسرين

لَمْ تَزِدِ الهَزِيمَةُ فِي بَدرٍ قُرَيشًا إِلَّا عِنَادًا، فَبَدَأَتْ فِي تَجهِيزِ جَيشٍ لِلثَّأرِ، وَلِشَنِّ هُجُومٍ كَاسِحٍ عَلَى المَدِينَةِ، حَتَّى اكتَمَلَ لَهَا جَيشٌ مِنْ ثَلَاثَةِ آلَافِ رَجُلٍ، مَعَهُمْ مِائَتَا فَرَسٍ، وَفِيهِمْ سَبعُمِائَةِ دَارِعٍ. وَبِالمَدِينَةِ، استَشَارَ النَّبِيُّ - ﷺ - أَصحَابَهُ، وَاستَقَرَّ الرَّأيُ عَلَى الخُرُوجِ لِلمُوَاجَهَةِ وَعَدَمِ التَّحَصُّنِ بِالمَدِينَةِ، فَكَانَتْ غَزوَةُ أُحُدٍ. وَفِي الطَّرِيقِ انسَحَبَ عَبدُ اللهِ ابنُ سَلُولٍ بِثَلَاثِمِائَةٍ مِنَ المُنَافِقِينَ، وَبَقِيَ مَعَ المُسلِمِينَ سَبعُمِائَةٍ، مَعَهُم فَرَسَانِ وَمِائَةُ دَارِعٍ، وَتَقَدَّمَ الجَيشُ حَتَّى وَصَلَ أُحُدًا، فَجَعَلَهُ خَلفَ ظَهرِهِ وَاستَقبَلَ المَدِينَةَ، وَجَعَلَ - ﷺ - خَمسِينَ مِنَ الرُّمَاةِ بِقِيَادَةِ عَبدِ اللهِ بنِ جُبَيرٍ فَوقَ الجَبَلِ؛ لِيَحمِيَ مُؤَخِّرَةَ الجَيشِ، وَقَالَ لَهُمْ: (إِنْ رَأَيتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيرُ، فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا، وَإِنْ رَأَيتُمُونَا هَزَمْنَا القَومَ وَأَوطَأْنَاهُمْ، فَلَا تَبرَحُوا مَكَانَكُمْ). وَفِي صَبَاحِ يَومِ السَّبتِ، السَّابِعِ مِنْ شَهرِ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ لِلهِجرَةِ، بَدَأَتِ المَعرَكَةُ، وَتَقَدَّمَ المُسلِمُونَ، وَبَدَتْ تَبَاشِيرُ النَّصرِ، وَعَصَفَتْ رِيَاحُ الهَزِيمَةِ بِالمُشرِكِينَ حَتَّى سَقَطَ لِوَاؤُهُمْ، وَأَخَذُوا فِي الانسِحَابِ، فَلَمَّا عَايَنَ الرُّمَاةُ النَّصرَ وَالغَنِيمَةَ نَزَلُوا، فَانكَشَفَ المُسلِمُونَ، وَالتَفَّ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، وَأَجهَزَ عَلَى عَبدِ اللهِ بنِ جُبَيرٍ وَمَنْ بَقِيَ مَعَهُ، ثُمَّ انقَضَّ عَلَى جَيشِ المُسلِمِينَ مِنْ خَلفِهِمْ، فَاختَلَّ المَوقِفُ، وَعَادَ مَنْ فَرَّ مِنَ المُشرِكِينَ، وَكَرُّوا عَلَى المُسلِمِينَ. وَرَغْمَ مَا سَطَّرَهُ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ - مِنْ صَفَحَاتِ البُطُولَةِ وَالفِدَاءِ لِرَسُولِ اللهِ - ﷺ - إِلَّا أَنَّ الغَلَبَةَ كَانَتْ لِقُرَيشٍ. انجَلَتِ المَعرَكَةُ، بَعدَ أَن أُصِيبَ النَّبِيُّ - ﷺ - وَاستُشْهِدَ سَبعُونَ مِنَ المُسلِمِينَ، وقُتِلَ اثنَانِ وَعِشرُونَ مِنَ المُشرِكِينَ. وَخَرَجَ المُسلِمُونَ مِنْ تِلكَ الغَزوَةِ بِكَثِيرٍ مِنَ الدُّرُوسِ وَالعِبَرِ؛ مِنهَا: - تَميِيزُ الصَّفِّ وَفَضحُ المُنَافِقِينَ. - إِظهَارُ عُبُودِيَّةِ المُؤمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ. - أَنَّ فِي الابتِلَاءِ تَمحِيصًا لِلمُؤمِنِينَ، وَتَكفِيرًا لِلذُّنُوبِ، وَفُرصَةً لِنَيلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى. - إِدرَاكُ شُؤمِ المَعصِيَةِ، وَعَاقِبَةِ الفَشَلِ وَالتَّنَازُعِ. قَالَ تَعَالَى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). يسعدنا الاشتراك في حسابتنا على المنصات التالية : - اشترك في قناة مبدعون على اليوتيوب .. ولا تنس تفعيل الجرس 🔔 ليصلك كل ما هو جديد 👇 Subscribe ➜ http://bit.ly/2Pbyz9d - صفحتنا الرسمية على الفيسبوك Facebook ➜ https://bit.ly/3pNsy2O - حسابنا الرسمي على تويتر Twitter ➜ https://bit.ly/3zlwL0K - حسابنا الرسمي على انستجرام Instagram ➜ https://bit.ly/3HxDec8 - جروب التليجرام للمقاطع المتميزة Telegram ➜ https://t.me/mobdeoon_motion - ويسعدنا التواصل معكم دائمًا عبر هذا الإيميل: eMail ➜ Marketing@mobdeoon.net مبدعون .. نبدع لنترك أثرًا 🌹

الفئة