المدة الزمنية 4:47

حلم رجل مضحك للكاتب فيودور دوستويفسكي وبصوت سامر الخزاعلة باكسرين

45 مشاهدة
0
2
تم نشره في 2022/10/18

حُلْمُ رَجُلٍ مُضْحِك ٍ * فِيُودُورْ دُوسْتُويْفِسْكِي - تَرْجَمَةٌ . د . ثَائِرْ زَيْنُ اَلدِّينْ أَنَا رَجُلٌ مُضْحِكٌ ، وَهُمْ يَنْعَتُونَنِي اَلْآنَ بِالْمَجْنُونِ ، وَقَدْ كَانَ مِنْ شَأْنِ هَذَا اَلنَّعْتِ أَنْ يَكُونَ رافِعًا مِنْ قَدَرِي لَوْ أَنَّهُمْ تَرَاجَعُوا عَنْ اِعْتِبَارِيّ مُضْحِكًا ، كَمَا فَعَلُوا فِي اَلسَّابِقِ . لَكِنَّنِي بَعْدَ اَلْيَوْمَ...لَنْ أَغْضَبَ عَلَيْهِمْ ، فَجَمِيعُهُمْ لُطَفَاءُ بِالنِّسْبَةِ لِي... حَتَّى وَهُمْ يَهْزَؤُونَ بِي ، بَلْ لَعَلَّهُمْ يُصْبِحُونَ أَكْثَرَ لُطْفًا... حِينَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ ، وَلَوْ لَمْ أَكُنْ شَدِيدَ اَلْحُزْنِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ لَضَحِكَتُ مَعَهُمْ - لَيْسَ عَلَى نَفْسِي بِالطَّبْعِ - وَلَكِنْ لِكَيْ اُسَرِيّ عَنْهُمْ ، شَدِيدُ اَلْحُزْنِ لِأَنِّي أَرَاهُمْ يَجْهَلُونَ اَلْحَقِيقَةُ ؛ بَيْنَمَا أَعْرِفُهَا أَنَا ، مَا أَصْعَبَ اَلْأَمْرَ عَلَى مَنْ يَعْرِفُ اَلْحَقِيقَةَ وَحْدَهُ ، إِنَّهُمْ لَنْ يَفْهَمُوا ذَلِكَ . لَا ، لَنْ يَفْهَمُوا . فِيمَا مَضَى تَأَلَّمَتُ كَثِيرًا حِينَ بَدَوْتُ مُضْحِكًا ، لِمَاذَا أَقُولُ بَدَوْتُ ، لَقَدْ كُنْتُ مُضْحِكًا ، دَائِمًا كُنْتُ مُضْحِكًا ، وَأَعْلَمَ ذَلِكَ ، رُبَّمَا مُنْذُ وِلَادَتِي كُنْتُ كَذَلِكَ ، وَلَعَلِّي عَرَفَتْ هَذَا فِي اَلسَّابِعَةِ مِنْ عُمْرِي ، بَعْدُ ذَلِكَ دَرَسَتْ فِي اَلثَّانَوِيَّةِ ، ثُمَّ فِي اَلْجَامِعَةِ وَكُنْتُ كُلَّمَا تَعَلَّمْتُ أَكْثَرُ ، أَيْقَنْتُ أَنَّنِي مُضْحِكٌ ، حَتَّى لَكَانَ دِرَاسَتِي اَلْجَامِعِيَّةَ كُلُّهَا مَا وَجَدَتْ إِلَّا لِتُبَرْهِنَ لِي وَتُقْنِعنِي - عَلَى قَدْرِ تَعَمُّقِي فِي اَلْعُلُومِ - بِأَنَّنِي مُضْحِكٌ ، سَوَاءٌ فِي اَلْعَلَمِ أَوْ اَلْحَيَاةِ ، وَعَامًا بَعْدَ عَامٍ... كُنْتُ أَزْدَادُ يَقِينًا بِأَنَّ لِي شَكْلاً مُضْحِكًا فِي شَتَّى اَلْمَجَالَاتِ ، لَقَدْ ضَحِكَ عَلَى اَلْجَمِيعِ... وَفِي كُلِّ مَكَانٍ ، وَمَا عَرَفَ هَؤُلَاءِ أَبَدًا... أَنَّهُ إِنْ كَانَ ثَمَّةَ مَنْ يُدْرِكُ أَكْثَرَ مِنْ اَلْجَمِيعِ عَلَى اَلْأَرْضِ... كَمْ أَنَا مُضْحِكٌ...فَهَذَا اَلشَّخْصُ هُوَ أَنَا بِالذَّاتِ ، وَقَدْ أَغْضَبَنِي كَثِيرًا أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ لَا يَعْرِفُ ذَلِكَ ، وَلَعَلِّي كُنْتَ مُذْنِبًا فِي هَذَا اَلشَّأْنِ : فَقَدْ كُنْتُ دَائِمًا عَزِيزَ اَلنَّفْسِ ، مِمَّا مَنَعَنِي دَائِمًا أَنْ أَعْتَرِفَ لِأَحَدِهِمْ بِذَلِكَ ، وَقَدْ نَمَتْ عِزَّةُ نَفْسِيٍّ هَذِهِ مَعَ اَلسَّنَوَاتِ ، وَلَوْ حَدَثَ فِي يَوْمٍ مِنْ اَلْأَيَّامِ أَنْ اُضْطُرِرْتُ لِلِاعْتِرَافِ بِأَنَّنِي مُضْحِكٌ أَمَامَ شَخْصِ مَا... لُهْشُمُتُ جُمْجُمَتَيْ بِطَلْقَةِ مُسَدَّسٍ فِي مَسَاءِ اَلْيَوْمِ ذَاتِهِ ، كَم تَعَذَّبَتُ فِي مُرَاهَقَتِي...مِنْ أَنَّنِي قَدْ لَا أَسْتَطِيعُ اَلتَّحَمُّل... وَاعْتَرِفُ أَمَامَ رِفَاقِي بِأَنَّنِي مُضْحِكٌ ، وَلَكِنَّ وَمُنْذُ أَصْبَحَتُ شَابًّا - وَرَغْمُ اِزْدِيَادِ مَعْرِفَتِي عَامًا بَعْدَ عَامٍ... بِنَوْعِيَّتَيْ اَلْغَرِيبَة - بَدَأَتُ أَصْبَحُ لِسَبَبِ مَا أَكْثَرُ هُدُوءًا وَاطْمِئْنَانًا . وَمَا كُلَّ ذَلِكَ إِلَّا لِجَهْلِي اَلتَّامِّ بِحَقِيقَةِ حَالَتِي هَذِهِ ، رُبَّمَا يَعُودُ اَلْأَمْرُ إِلَى تِلْكَ اَلتَّعَاسَةِ اَلْغَامِرَةِ اَلَّتِي سَيْطَرَتْ عَلي إِثْرِ حَالَةٍ أَقْوَى مِنِّي ؛ حَالَةً اقتنعتُ فِيهَا بِشَكْلٍ رَاسِخٍ وَثَابِتٍ... أَنَّ لَا شَيْءً فِي هَذِهِ اَلْحَيَاةِ " يَسْتَحِقُّ اَلِاهْتِمَامُ " ، كَانَ اَلْأَمْرُ فِيمَا مَضَى مُجَرَّدُ شَكٍّ ، لَكِنَّنِي اِقْتَنَعَتُ بَعْدَ ذَلِكَ قَنَاعَةً كَامِلَةً ، وَأَيْقَنَتْ فَجْأَةً بِذَلِكَ يَقِينًا لَا مَحِيدَ عَنْهُ . بَغْتَةً شَعَرَتُ أَنَّنِي لَسْتُ مَعْنِيًّا سَوَاء وُجِدَ هَذَا اَلْعَالَمِ أَمْ لَمْ يُوجَدْ . وَبَدَأَتُ أَشْعُرُ وَأَحَسَّ بِكُلِّ جَوَارِحِي ( أَنَّ لَا شَيْء قَدْ وُجَدَ أَثْنَاءَ وُجُودِي أَنَا ) ، فِي اَلْبِدَايَةِ كَانَ قَدْ تَرَاءَى لِي أَنَّ أَشْيَاءَ جَمَّةً قَدْ وَجَدَتْ مِنْ قَبْلٌ ، ثُمَّ أَدْرَكَتُ أَنَّ لَا شَيْءَ مِنْ قَبْلٌ قَدْ وَجَدَ أَيْضًا ، وَلَكِنْ لِسَبَبٍ مَا تَرَاءَى لِي ذَلِكَ اَلْوُجُودِ ، وَشَيْئًا فَشَيْئًا أَيْقَنْتُ أَنَّ لَا شَيْءَ أَبَدًا سَيَكُونُ . وَعِنْدَ ذَلِكَ أَصْبَحَتُ فَجْأَةَ لَا أَغْضَبُ مِنْ اَلنَّاسِ ، بَلْ مَا عُدْتُ أُلَاحِظُ وُجُودُهُمْ . وَقَدْ تَجَلَّى هَذَا فِي بَعْضِ اَلتَّفَاصِيلِ اَلصَّغِيرَةِ جِدًّا : مَثَلاً أَنَّنِي كُنْتُ أَسِيرُ فِي اَلطَّرِيقِ فَأَصْطَدِمُ بِالنَّاسِ ، وَالْأَمْرُ لَيْسَ بِسَبَبِ اِسْتِغْرَاقِي فِي اَلتَّفْكِيرِ : فَبِمَاذَا سَأُفَكِّرُ ، يَوْمُهَا كُنْتُ قَدْ تَوَقَّفَتُ عَنْ اَلتَّفْكِيرِ فِي أَيِّ شَيْءٍ : لَقَدْ اِسْتَوَتْ اَلْأُمُورُ كُلُّهَا فِي عَيْنِي ، وَمَا عُدْتُ أَهْتَمُّ لِأَمْرٍ... وَلَا فَكَّرَتُ فِي حَلِّ سُؤَالٍ وَاحِدٍ ؟ ثُمَّ هَلْ كَانَ ثَمَّةَ أَسْئِلَةٌ شَغَلَتْنِي ؟ ( لَمْ أَكُنْ مَعْنِيًّا بِشَيْءٍ ) وَلِهَذَا تَنَاثَرَتْ اَلْأَسْئِلَةُ مُبْتَعِدَةً . فِيُودُورْ دُوسْتُويْفِسْكِي / رِوَايَةُ حُلْمِ رَجُلٍ مُضْحِكٍ بصوت #سامر_الخزاعلة

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 1