المدة الزمنية 31:48

فن القصة القصيرة. المحاضرة الأولى. باكسرين

تم نشره في 2023/01/04

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله تناولت في هذه المحاضرة ما يلي: فن القصة القصيرة ما القصة القصيرة؟ وما عناصرها؟ القصة القصيرة فن نثري ظهر قديماً، وتطور مع مرور الوقت. عناصر القصة القصيرة: 1.الشخوص: وقد يكون فيهم راويا أو لا يكون، وهم مجموعة الشخوص الذين تدور حولهم أحداث هذه القصة. وتنقسم إلى قسمين: رئيسية: هم الأشخاص الذين يشغلون الحيز الأكبر في القصة. ثانوية: هم الذين يكون لهم دور ثانوي في القصة. وقد تكون الشخوص حقيقية أو مجازية خيالية، فيوظف الشمس أو الأرض أو العلم كشخص يتكلم ويكون هو البطل لتحقيق غاية معينة. 2. الزمان:  وهو زمن وقوع أحداث القصة، وقد يكون محددا باليوم أو الشهر أو السنة، وقد يكون محددا بالدقيقة أيضا. 3. المكان:  وهو المكان الذي تكون فيه أحداث القصة، وقد يكون مكانا أو موقعا واحدا، أو تتعدد الأماكن بتعدد الشخصيات والأحداث. 4. الحوار: إن الحوار هو أساس يميز القصة عن غيرها، وهو السلسلة الكلامية التي تحدث بين الشخوص في القصة. 5.العقدة: هي المشكلة التي ينبغي حلها في القصة. 6. الحبكة أو الذروة: هو الوصول إلى ذروة الأحداث التي من خلالها نستطيع التوصل الى الحل. 7. الحل أو النهاية: وقد يُوجِد الكاتب حلا للقصة في آخرها أو لا يوجِد، فتكون النهاية مفتوحة أو مغلقة. سمات القصة القصيرة: تتسم القصة القصيرة بالإيجاز وعدم كثرة الأحداث والشخوص،لأن كثرة الأحداث والشخوص وطول القصة قد يدخلها في فن جديد وهو فن الرواية. 2.تعتمد على الحوار بشكل أساسي. 3. التشويق: إذ تعتمد القصة على عنصر التشويق، وتشجيع القارئ على معرفة النهاية. 4.تقدم القصة حكمة أو درسا، القصة لا تكتب دون هدف، وإنما تقدم حكمة ودرسا من دروس الحياة بشكل غير مباشر. 5. سقوط إحدى عناصر القصة لا يعني أنها لم تعد قصة، فقد لا يذكر الكاتب الزمان أو المكان، وقد لا يوجد للقصة حلا، لكن بعض العناصر كالحدث والحوار والحبكة إذا سقطت تسقط القصة. كيف نكتب قصة قصيرة؟ باتباع ما سبق، من تحقيق شروط القصة وانتفاء موانعها. القصة في العصر الجاهلي: هل عرف العرب القصة في العصر الجاهلي؟ لم يدوّن الجاهليّون شيئًا من نثرهم ولا شعرهم، وهذا لا ينفي معرفتهم للكتابة، بل عرفها بعضهم واستخدموها في المهمّ فقط، وقد كان عندهم أنواع من النثر منها القصص التي شغفوا بها شغفًا كبيرًا، وساعدهم على ذلك فراغ الوقت، حيث كان الراوي يبهر السامعين بما يضيفه على القصة من خياله وفنه، فمرة يضحكهم ومرة يحزنهم، وقد استمدوا مادة قصصهم من الأساطير والخرافات السائرة المتنقلة بين الأمم، ومن الأخبار والأحاديث الخرافية والتاريخية المأثورة، وقد وصلت إلينا بعض هذه القصص عن طريق الرواة واللغويين في العصر العباسي حيث دونوا ما وصل إليهم. أنواع القصص في العصر الجاهلي تنوّعت القصص في العصر الجاهلي بتنوّع الأحوال فكانوا في كلّ جلسة سمر يروون قصصًا مختلفة، واقعية ومنها من وحي الخيال، وقد امتازت القصص في العصر الجاهلي بالمتعة والتشويق، وتصوير الواقع، ومن الموضوعات التي كان يتداولها الناس في قصصهم في ذلك العصر: أيامهم وحروبهم. ما سجله أبطالهم من انتصارات. ما مُنيت به بعض قبائلهم من هزائم منكرة. كانوا يقصون كثيرًا عن ملوكهم من الغساسنة والمناذرة كانوا يقصون عن ملوك الأمم الأخرى . قصوا عن كهانهم وشعرائهم وساداتهم. قصوا كثيرًا عن الجن والعفاريت والشياطين. القص على ألسنة الحيوانات. من قصص الجاهلية: وافق شنّ طبقة وتعود قصة المثل عن رجل من عقلاء العرب يدعى "شنّ"، لما رغب في الزواج قال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها، وبينما هو في مسيرة للبحث، رافقه رجل في الطريق، فسأله "شنّ" عن وجهته؟ فقال له الرجل: موضع كذا؟ فرافقه "شن" حتى إذا سارا في طريقهما، قال له "شن": أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكت "شن". ظلا على سيرهما حتى إذا قربا من القرية المقصودة، إذا بزرع قد استحصد، فقال "شن" للرجل: أترى هذا الزرع قد أكل أم لا؟ فقال له الرجل: يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول: أكل أم لا؟ فسكت أيضاً "شن"، ولم يرد على كلام الرجل، حتى إذا دخلا القرية، وجدا أمامهما جنازة، فقال "شن": أترى صاحب النعش حياً أم ميتاً؟ فتعجب الرجل من سؤاله! فلما وصلا إلى القرية، رفض الرجل أن يترك "شن" حتى يصحبه معه إلى منزله، وكان له ابنة يقال لها: "طبقة"، فلما دخل عليها أبوها، حدّثها بما دار بينه وبين "شنّ" من حديث، فقالت: يا أبتِ ما هو بجاهل، أما قوله: أتحملني أم أحملك، فإنما قصد بها أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا، ولا نشعر بطول المسافة، وأما قوله: أترى هذا الزرع أكل أم لا؟ فإنما قصد بها هل باعه أهله؛ فأكلوا ثمنه أم لا؟ وأما قوله في الجنازة فقصد به هل ترك المتوفى ولداً يحيا به ذكره أم لا؟، ولما فطن الرجل لمقصد "شن"، خرج إليه وقعد معه، وأخبره بجواب أسئلتها التي طرحها عليه، فقال "شن": ما هذا بكلامك، فأخبرني من صاحبه، قال الرجل: ابنتي "طبقة"، فلما سمع "شن" بها، ورأى رجاحة عقلها، خطبها منه، وزوّجه الرجل إياها وحملها إلى أهله، فلما عرفوا عقلها ودهائها قالوا: وافق شَنٌّ طَبَقَة. تمت المحاضرة الأولى

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 7