المدة الزمنية 2:43

مسألة ترك صلاة الجماعة بسبب التباعد ووجوب الجماعة للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله باكسرين

165 199 مشاهدة
0
2.6 K
تم نشره في 2020/11/21

هذه الأدلة التي تثبت بطلان الصلاة بالتباعد وأن التباعد بين المصلين في الصف محدث . هذه المسألة مرجعها إلى ثلاث : الأولى: حكم تسوية الصفوف اختلف الفقهاء فيها إلى قولين: - القول الأول : هو الاستحباب استدلوا: بحديث " فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة " . - القول الثاني : الوجوب ؛ وهو الذي عليه المحققون من أهل العلم وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره، وهو الصحيح، والأدلة : ١- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستواء والتراص . " استووا تراصوا فيما بينكم " وغيرها من الصيغ الواردة التي تفيد أن الأمر للوجوب ، كما هو مقرر في أصول الفقه. ٢- حديث : " لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم " وفي رواية " بين وجوهكم " . وجه الدلالة: الوعيد الوارد في الحديث على ترك الفعل ، وهو يفيد الوجوب كذلك. وهنا : تركوا التسوية والتراص ، بل ما يفعل هو : تباعد فاحش ، تبطل الصلاة به . المسألة الثانية: حكم ترك الواجب في العبادة، هل يعود عليها بالبطلان أم لا: - فالمعلوم أن ترك الشرط أو الركن سهوا أو عمدا يبطل العبادة . - أما ترك الواجب في العبادة ففيه تفصيل : فإن تركه العبد ناسيا صحت مع إمكان جبرها إذا تمكن. أما إن تركه عمدا مع القدرة بطلت العبادة . مثاله: التسمية في الأضحية هي واجبة على الصحيح من أقوال العلماء. - فإن تركها الذابح ناسيا صحت ذبيحته وكانت حلالا . - وإن تركها متعمدا لم تصح ، ولا يجوز الأكل منها . وفي هذه الحالة : ترك التسوية والتراص عمدا فبطلت الصلاة بذلك . - المسألة الثالثة: هل هذا الوباء يعتبر ضرورة حتى تصح الصلاة بهذا التباعد بين المصلين أم لا ؟ . والصحيح أن : أن هذا الوباء ( كورونا) لا يعد من الضرورات ، بيانه: - أنه لا يصح تطبيق قاعدة " الضرورات تبيح المحظورات " إلا بقيود الشرع وضوابطه ، ويتمثل ذلك فيما يلي: أن تكون الضرورة قائمة بالفعل لا متوهمة ، ولا منتظرة ، ولا متوقعة ، لأن التوقع والتوهم لا يجوز أن تبنى عليه أحكام التخفيف . وهذه الشروط المتعلقة بإعمال هذه القاعدة غير متحققة في هذا الوباء ، فلا يكون سببا في التخفيف . - كذلك : نسبة الوفاة من هذا الوباء حسب تقارير الأطباء المتخصصين أعلاها ما بين: ( ٣% إلى : ٥%). وهذه النسبة ليست كبيرة حتى تعد من الضرورات . إذ هناك أمراض نسبة الوفاة فيها أكبر بكثير . والأوبئة والطواعين التي مرت وحصلت في تاريخ المسلمين كان عدد الوفيات فيها أكبر بكثير ، ولم يذكر أنهم صلوا بهذه الكيفية . - ومن جهة أخرى: فإن أداء الصلاة بهذا التباعد الفاحش ، يعد من الإحداث في دين الله عز وجل، فلا تصح الصلاة بذلك . قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين : " من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد ". وفي رواية مسلم :" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" . فلم يعرف في سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولا عمل أحد من الصحابة ولا التابعين و لا الأئمة والعلماء من بعدهم القول بصحة الصلاة بهذه الكيفية، رغم حدوث الطواعين والأوبئة على عصور متطاولة. - ومن زعم : أنه فعل هذا التباعد الفاحش في الصلاة أثناء حدوث الأوبئة على مر العصور فهو مطالب بالنقل الصحيح. لأن : الأصل بقاء ماكان على ما كان ، أي: أن العبادة تؤدى على ماهو مشروع معروف من صفتها . هذا والعلم عند الله تعالى ملخص فتوى شيخنا العلامة محمد علي فركوس حفظه الله. #رمضان_مبارك 🌙🌸 هذا اليوتيوب /channel/UCBpNvK6fS2TpgBJbPU21nFg/ اشتركوا في القناة

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 986