دقائق مع كتاب #17 : الأدب في خطر - تسفيتان تودوروف
محمود أغيورلي
مقتطفات من كتاب الأدب في خطر للكاتب تسفيتان تودوروف
-----------------
توفر لي القراءة دائما اشباع تطلعي , واحيا مغامرات , واتذوق ضروب الرهبة والمسرة , دون ان تنالي الاحباطات التي تترصد علاقاتي بأترابي من الاولاد والبنات , الذين كنت احيا بينهم
---------
لم تعد القيم والافكار التي يحملها كل عمل ادبي سجينة اغلال ايديولوجية مقررة سلفاً , فلم يعد موجب لطرحها جانبا وتجاهلها
---------
الأدب لا ينشأ في الفراغ , بل في حضن مجموع من الخطابات الحية التي يشاركها في خصائص عديدة , فليس من المصادفة ان تكون حدوده قد تغيرت على مجرى التاريخ
---------
لو ساءلت نفسي اليوم لماذا أحب الأدب , فالجواب الذي يتبادر عفويا الى ذهني هو : لانه يعنني على ان احيا , لم اعد اطلب منها , كما في الصبا , تجنيبي الجراح التي قد تصيبني من لقائي بأشخاص حقيقين , انه عوض استبعاد التجارب المعيشة , يجلعني اكتشف عوالم على اتصال بتلك التجارب ويتيح فهما افضل لها .
---------
الادب هو الاكثر كثافة و افصاحا من الحياة اليومية , لكن غير المختلف جذرياً , يوسع من عالمنا , ويحثنا على تخيل طرائق اخرى لتصوره و تنظيمه
-----------
نحن مجبولون من كل ما تمنحنا الكائنات البشرية الاخرى , والدانا اولا , ثم اولئك الذين من حولنا , الادب يفتح الى اللانهاية امكانية هذا التفاعل مع الآخرين , وهو اذن يثرينا لا نهائياً , يزودنا باحساسات لا تعوض تجعل العالم الحقيقي اشحن بالمعنى و اجمل , ما ابعده ان يكون مجرد متعة و تلهية محجوزة للاشخاص المتعلمين , انه يتيح لكل واحد ان يستجيب لقدره في الوجود انساناً
-----------
يمكن الاحتفاظ بمشاريع الماضي الجيدة دون الاضطرار لتسفيه كل ما يجد منبعه في العالم المعاصر
-----------
القارىء الغير مختص , اليوم كما في الامس , يقرأ الاعمال لا ليتقن بشكل افضل منهجا للقراءة , ولا ليستمد منها معلومات عن المجتمع الذي ابدعت فيه , بل ليجد فيها معنى يتيح له فهما افضل للانسان و العالم , وليكتشف فيها جمالا يثري وجوده , وهو اذ يفعل ذلك , يفهم نفسه فهماً أفضل
-----------
ان معرفة الادب ليست غاية لذاتها , وانما هي احدى السبل الاكيدة التي تقود الى اكتمال كل انسان
-----------
هدف الشعر ليس محاكاة الطبيعة ولا الإفادة و الإمتاع , بل ابداع الجمال
----------
الأدب متصل بكل شيء , لايمكن فصله عن السياسة و الدين والاخلاق , انه التعبير عن آراء الناس حول كل واحدة من هذه الاشياء , ومثل كل شيء في الطبيعة , فهو في الآن ذاته علة و معلول , ان رسمه بوصفه ظاهرة معزولة , يعني عدم رسمه
----------
الفن لا يفضي الى معرفة العالم فحسب , بل يكشف في الآن ذاته عن وجود هذه الحقيقة ذات الطبعة المختلفة , و الواقع ان هذه الحقيقة ليست مقصورة على الفن , لانها تشكل افق اشكال الخطاب التأويلي الأخرى : التاريخ , العلوم الانسانية , الفلسفة , والجمال نفسه ليس مفهوما لا موضوعياً , ولا ذاتياً , اي تابعا للحكم الاعتباطي لاي احد , انه بينذاتي , منسب اذن للمجموعة البشرية
----------
لقد جعلني ديوان شعر أشعر انه يوجد في التأمل الهادىء لاشكال الجمال في الطبيعة سعادة حقيقية و دائمة , دون ان يصدني عن تأمل العواطف العادية و مصير الانسانية المشترك , بل بمضاعفة اهتمامي بها
----------
الأدب يستطيع الكثير , يستطيع ان يمد لنا اليد حين نكون في اعماق الاكتئاب , ويقودنا نحو الكائنات البشرية الاخرى من حولنا , ويجعلنا افضل فهما للعالم و يعيننا على ان نحيا , ليس ذلك لكونه , قبل كل شيء , تقنية لعلاجات الروح , غير انه , وهو كشف للعالم , يستطيع ايضاً , في نفس المسار , ان يحول كل واحد منا من الداخل
----------
القارىء العادي , الذي يستمر في البحث ضمن الاعمال التي يقرأها عن ما يمنح معنى لحياته , هو على صواب ضد الاساتذة و النقاد و الكتاب الذين يقولون له ان الادب لا يتحدث الا عن نفسه , او لا يعلم الناس إلا اليأس , اذا لم يكن على صواب , فسيكون محكوما على القراءة بالزوال في اجل قريب
---------
الادب لا يعالج جهلنا بقدر ما يبرأنا من - عبادة الأنا - بمعنى وهم الاكتفاء الذاتي
---------
ما تمنحنا اياه الروايات ليس معرفة جديدة , بل قدرة جديدة على التواصل مع كائنات مختلفة عنا , ,وبهذا المعنى , فهي من نوع الاخلاق لا العلم , والافق النهائي لهذه التجربة ليس الحقيقة بل الحب , الشكل الاسمى للعلاقة الانسانية