المدة الزمنية 8:44

قصص القران وتكذيب بنى اسرائل من هو العزير عليه السلام ؟ درس للشيخ ناصر هريدى باكسرين

70 مشاهدة
0
0
تم نشره في 2021/03/27

قصة من القرآن يقول المولى عز وجل فى كتابه العزيز :"نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين" ( يوسف - 30). من يتدبر آيات القرآن الكريم يرى أنها اشتملت على قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، مثل قصة آدم ونوح وصالح وإبراهيم عليهم السلام وغيرهم الكثير. والمتتبع لآيات الذكر الحكيم يجد أنها تناولت قصصاً كثيرة منها قصص الأنبياء التي تكررت في أكثر من موضع وذلك لحكمة ولزيادة العبر والعظات وتذكير المؤمن دائما بعاقبة المكذبين من الأمم السابقة ، وليبقى في حالة خشية من الله تعالى وخوف من عذابه. وفي سلسلة من الحلقات نتوقف مع أشهر القصص في القرآن ، ونلقى الضوء عليها ونبين الحكمة والعظة والعبرة من ذكرها ونسردها بأسلوب شائق هذه القصص. إعداد: منى الحسيني " أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه " الشهير عن جمهور السلف والخلف أن عزيراً هو بطل هذه القصة التى يحكيها الحق تبارك وتعالى ، ويقال إن عزيراً كان نبياً من أنبياء بنى إسرائيل ، وقعت له قصة مدهشة ، فقد أماته الله مائة عام ثم بعثه. وقد كانت معجزة عزيراً مصدر فتنة بالغة لقومه. خلال القرن الكامل الذى نام فيه عزير وقعت حرب بختنصر التى أحرق فيها التوراة ، فلم يبق منها إلا ما حفظ الرجال ، وألهمه الله حفظه ، فسرده على بنى إسرائيل بعد أن بعث. كان عزيراً عبداً صالحاً حكيما ، خرج ذات يوم وكان حاراً ، وفكر عزير عليه السلام فى نفسه أن أشجار حديقته لابد أنها تحس العطش ، وكانت الحديقة بعيدة والطريق إليها شاقاً ، وتتوسطه مقابر ، لكنه قرر أن يخرج ليسقيها فخرج العبد الحكيم من قريته والشمس فى أول النهار ، ركب حماره وبدأ رحلته. ظل يسير حتى وصل إلى الحديقة ، اكتشف أن أشجارها عطشى ، وأرضها مشققة وجافة ، سقى الحديقة وقطف بعض ثمار التين وأخذ بعض العنب ، ووضع التين فى سلة والعنب فى سلة وانصرف عائدا من الحديقة. كانت الحرارة قد اشتدت لدرجة كبيرة ، وكان الحمار قد تعب من السير وتباطأ فى سيره حين وصل إلى المقابر وقال عزير عليه السلام لنفسه أهبط قليلاً لأستريح وأريح الحمار وأتناول بعض الطعام. هبط عزير فى إحدى المقابر المهدمة ، أخرج صحناً كان معه وجلس فى الظل. ربط الحمار فى حائط قريب وأخرج بعض الخبز الجاف ووضعه إلى جواره وعصر فى صحنه العنب ، وأسند ظهره للحائط ومدد قدميه قليلاً ، جلس ينتظر أن يفقد الخبز قسوته وجفافه وطاف عزير ببصره حوله ، وراح يتأمل المنظر. كل شىء صامت وميت ، البيوت تهدمت معظم جدرانها ، وبقيت أعمدة هناك تتهيأ للسقوط ، الأشجار القليلة فى المنطقة صفراء يقتلها العطش ، عظام الموتى الباقية ممن دفنوا هناك تحولت إلى ما يشبه التراب ، والصمت يعشش فى المكان وأحس عزير عليه السلام بقسوة الموت فتساءل داخل نفسه «أنى يحيى هذه الله بعد موتها تساءل كيف يحيى الله هذه العظام بعد موتها وتحولها إلى ما يشبه التراب ، لم يكن عزيراً يشك فى أن الله سيحيى هذه العظام ، إنما قالها تعجباً ودهشة ولم يكد عزير يقول كلماته حتى مات. أرسل الله إليه ملك الموت عليه السلام ، فقبض روحه. وتمدد الحمار فى مكانه حين رأى صمت صاحبه وسكون جسده وظل فى مكانه لا يستطيع التخلص من قيده حتى مات من الجوع ، وتمدد الحمار على الأرض إلى جوار صاحبه. استبطأ أهل القرية عزيراً ، خرجوا يبحثون عنه ، ذهبوا إلى حديقته فلم يجدوه هناك ، وقرروا تكوين جماعات للبحث عنه ، فلم يجدوه ، مرت أيام وأيام حتى يئس الناس من عودة عزير. ومرت السنوات ، ونسى الناس عزير عليه السلام ، ما عدا أصغر أبنائه ، وامرأة كانت تعمل شغالة فى بيتهم كان عزير يعطف عليها وكان عمرها عشرين عاماً حين خرج عزير من القرية ، ومرت المائة عام ، وشاء الله تعالى أن يستيقظ عزير ، أرسل الله إليه ملكاً أضاء النور فى قلبه ليرى كيف يبعث الله الموتى. كان عزير ميتاً منذ مائة عام ، وبرغم ذلك فها هو يتحول من التراب إلى العظام إلى اللحم إلى الجلد ثم يبعث الله فيه الحياة بالأمر فينهض جالساً فى مكانه. استيقظ من نومه وتجول ببصره حوله فرأى المقابر وتذكر أنه كان عائداً من حديقته إلى القرية وكانت الشمس تتهيأ للغروب ، وقال لنفسه لقد نمت طويلاً من الظهيرة إلى المغرب. فسأله الملك الذى أمره الله بإيقاظه «كم لبثت ، فقال له عزير«قال لبثت يوماً أو بعض يوم ، قال له الملك «بل لبثت مائة عام أنت نائم منذ مائة عام ، لكى تعرف الجواب عن سؤالك حين تعجبت من بعث الموتى «فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه. نظر عزير إلى التين والعنب والخبز فوجدهم على حالهم الذى تركها عليه كما هى. امتلأ عزير بالدهشة ، وأحس الملك أن عزيراً لم يصدق ما قاله ، ولهذا أشار الملك إلى الحمار «وانظر إلى حمارك نظر عزير إلى حماره فلم يجد غير تراب عظام حماره ، قال له الملك هل تريد أن ترى كيف يحيى الله الموتى؟ نادى الملك عظام الحمار وراحت تتجمع وتتسابق من كل ناحية حتى تكونت العظام ثم العروق والأعصاب واللحم وراح اللحم يكسو العظام وعزير ينظر بدهشة ، شاهد عزيراً هذه الآية الكبرى تقع أمامه ، شاهد معجزة الله فى بعث الموتى بعد تحولهم إلى عظام وتراب وقال «أعلم أن الله على كل شىء قدير. نهض عزير وركب حماره ، وانصرف عائداً إلى قريته ، كان كل شىء فى القرية قد تغير ، وهو يبحث عن رجل أو امرأة تذكره ، ظل يبحث حتى عثر على خادمته وكان عمرها الآن مائة وعشرين عاما. وسألها عزير ، أين منزل عزير ، قالت له ، لم يعد أحد يذكره خرج منذ مائة عام فلم يعد ، قال عزير للمرأة: إننى أنا عزير ، لقد أماتنى الله مائة عام وبعثنى من الموت. قالت المرأة وهى لا تصدقه: كان عزير مستجاب الدعاء ، ادع الله لى أن أبصر وأمشى لأراك وأعرفك. ودعا لها عزير أن تمشى وتبصر ، فرد الله إليها بصرها وقوتها فعرفت أنه عزير ، وأسرعت تجرى فى البلدة كلها وتقول إن عزير قد عاد. وكان الله سبحانه وتعالى قد شاء أن يجعله آية للناس ، ومعجزة حية على صدق البعث وقيامة الأموات. ..

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 19