المدة الزمنية 10:00

أهداف علم الاجتماع باكسرين

تم نشره في 2021/11/01

أهداف علم الاجتماع يعتبر علم الاجتماع واحداً من أهم العلوم الإنسانية، إذ يعتني بدراسة العلاقات الاجتماعية وكيفية التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، كما أنه لا يعتمد على مجرد آراء الباحثين أو علماء الاجتماع، لكنه يقوم على أساس علمي صلب من البحوث التجريبية القائمة على الملاحظة والتفسير والاستنتاج، بالإضافة إلى التحليل النقدي لنتائج هذه الأبحاث، مما يؤدي في النهاية إلى إنتاج طائفة من المعارف التي تحاول فهم وتفسير النظام الاجتماعي والتعامل البشري بالإضافة إلى التطور المجتمعي. لذلك سنسعى في هذا المقال إلى تناول: نشأة علم الاجتماع ومفهومه وموضوعه. أهداف علم الاجتماع والثمرة المرجوة من دراسته. نشأة علم الاجتماع: يعتبر علم الاجتماع علماً جديداً نسبياً، إذا ما قورن بالفلسفة أو الطب أو التاريخ أو غيرهم من المعارف الإنسانية القديمة قدم الإنسان، لكن الأفكار الرئيسية المؤسسة لهذا الفن كانت مبثوثة في كلام الفلاسفة وكتب التاريخ التي تؤرخ للمجتمعات الإنسانية، وقد تطور هذا الفرع المعرفي على يد العالم المسلم الشهير عبد الرحمن بن خلدون، الذي يعتبره الكثيرون "أبو علم الاجتماع"، ومن طالع كتب الفيلسوف المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون، علم صدق أبوته لعلم الاجتماع، ففي القرن الخامس عشر الميلادي وضع ابن خلدون كتابه المشهور في التاريخ "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" وقد كتب مقدمة لهذا الكتاب تضمنت ملاحظات ابن خلدون وخبراته فيما يتعلق بالعمران البشري والمجتمعات الإنسانية، كما تضمنت معارف اجتماعية شكلت أساساً لعلم الاجتماع الحديث، فجاءت المقدمة أوعى وأهم من الكتاب نفسه؛ إذ تضمنت أهداف علم الاجتماع عند ابن خلدون، ومنها أسباب التحولات التاريخية الاجتماعية، وقد طغت شهرة المقدمة على الكتاب، وطار بها مفكرو الشرق والغرب لما تضمنته من بذور علم الاجتماع. ثم ظهر علم الاجتماع في صورته الحالية في أول القرن التاسع عشرِ، كمحاولة من علماء الاجتماع لفهم التحولات التي تمر بها المجتمعات الإنسانية، فكان هذا واحداً من أهم أهداف علم الاجتماع عند المفكرين الغربيين في القرن التاسع عشر، حيث أمّلوا إيجاد دواء فعال لما شاهدوا من أمراض التفكك الاجتماعي. وقد جاء أوجست كونت Auguste Comte على رأس المفكرين الاجتماعيين الذي صاغوا علم الاجتماع في القرن التاسع عشر، وهو الذي صاغ مصطلح "علم الاجتماع" سنة 1830م. وقد أراد أوجست كونت Auguste Comte أن يتضمن علم دراسة المجتمعات الدراسات التاريخية والاقتصادية والدراسات المتعلقة بعلم النفس، أملاً في تحقيق فهم أفضل للمجتمعات الإنسانية وعلاج أمراضها الاجتماعية، فكان هذا من أهم أهداف علم الاجتماع عند أوجست كونت. مفهوم علم الاجتماع: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لا بد له من العيش في المجتمعات والتعاون مع أفراد المجتمع وممارسة الأنشطة المجتمعية بشكل فعال، حتى وإن كان انطوائياً، فهو يعيش وسط المجتمع، ويتصل اتصالاً مستمراً ببقية أفراد المجتمع، فيؤثر فيهم ويتأثر بهم. ولما كان المجتمع البشري دائم التأثير في أفراده ودائم التأثر بهم، بالإضافة إلى تأثره بالبيئة من حوله وتأثيره فيها، وهو ما لا يحتاج إلا برهان، فلا شك أن المجتمعات التي عاشت قبل ألف عام، تختلف اختلاف جذريا في سلوكها ونمط حياتها وطبائع أفرادها عن المجتمعات التي تعيش اليوم، ولا ريب أن المجتمعات التي تعيش في المجتمعات الحارة تختلف في طبائعها عن المجتمعات التي تعيش في المجتمعات الباردة، لذلك كان لا بد من دراسة المجتمعات ودراسة أسباب التغير فيها والحركات المجتمعية، والطبقات الاجتماعية وغير ذلك من خصائص المجتمع وصفاته، وهذا هو موضوع علم الاجتماع، حيث يدرس : التقسيم الطبقي للمجتمع، وخصائص كل طبقة من الطبقات الاجتماعية. وأنماط تدين المجتمعات، والطريقة التي يستجيبون بها للقوانين. وبالتالي فإن علم الاجتماع يمكن أن يتصل بعلوم عديدة كالتعليم والتربية وعلم النفس والتاريخ وغيرها من العلوم الإنسانية. أهداف علم الاجتماع: يستهدف علم الاجتماع الكشف عن أصل القوانين والظواهر المجتمعية الخاضعة للنظريات الاجتماعية في أصلها ونشأتها، وهذا واحد من أهم الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها علماء الاجتماع، حيث يهدف علماء الاجتماع إلى الخروج بقواعد عامة وقوانين مطردة يمكن تطبيقها على المجتمعات البشرية، مما يضفي على علم الاجتماع موضوعية ومصداقية، وسنبين فيما يلي الأهداف النظرية والأهداف العملية لعلم الاجتماع بشيء من التفصيل.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0