المدة الزمنية 1:28

البلوزة الوهرانية فخاامةالهمة والشان موديلات فخمة للعرائسoran وهران بلوزة_وهرانية باكسرين

260 مشاهدة
0
7
تم نشره في 2023/01/18

البلوزة الوهرانية، أو بلوزة سيدي بومدين، نسبة إلى الولي التلمساني، هي قطعة من روح وهران، عبرت الزمن بحروبه ومآسيه، ورسخت التقاليد والعادات بانتصاراتها وأفراحها.. هي رحلة في جبة صنعت لمدينة بأكملها هوية، وحكت لآلاف النساء  “ألف قصة وقصة.. الباحث عن تاريخ البلوزة يدرك أن أصلها من مدينة تلمسان العريقة، زارت وهران، فأصبحت قطعة منها، وتعدت شهرتها حتى وصلت “وجدة” المغربية.. أما المتمعن في تفاصيلها، فيدهشه الشبه الكبير بين البلوزة الوهرانية والفستان المفتوح، الذي اشتهرت به جوزفين، زوجة نابوليون بونابرت، وأضحى إرثا تلبسه كل امرأة ناضجة، أو متزوجة، هي طويلة وعادة ما تكون مصنوعة من قطعة واحدة أو قطعتين، ويخفي تحتها قماش قاتم، أو “دوبلور”، تطلق عليه الوهرانيات اسم الجلطيطة.  عرفت البلوزة تطورا رهيبا، خاصة في التطريز الذي صار يعج باللآلئ والستراس والعدس والطرز التقليدي، لكنها حافظت على الشكل العام والطول والياقة المفتوحة.. أما ألوانها، فقد تحدت قوس قزح، فلا تستغربن إن وجدتن الألوان المعدنية واللامعة وقماشات فاخرة لم تكن تستعمل من قبل. مر اللباس الوهراني النسوي بأحداث كثيرة ومثيرة، غيرت فيه، وأضافت إليه تفاصيل كثيرة. ورغم أنه ليس ضاربا في الحضارات السابقة التي احتلت الجزائر، إلا أن تاريخه بدأ في القرن العاشر الميلادي، وتعاقبت عليه حقب عدة، خاصة الإسلامية، منها الفاطمية والأندلسية والمرابطية والزيانية، لكن الحقبة الذهبية للباس الوهراني هي بلا شك حقبة الموحدين.. فبعد سقوط الدولة الموحدية أصبحت وهران قطبا اقتصاديا مهما في العهد الزياني، وعكس مدينة ندرومة، لم تكن وهران المنافس الشرس لتلمسان ثقافيا، بل استقلت بأزيائها الأقل بذخا، وابتعدت عن تأثير الموضة القادمة من العاصمة، واستبدلت الوهرانيات آنذاك القفطان المرصع بخيوط الذهب والبوليرو، الذي كان يطلق عليه اسم الفريملة، بجبة أكثر بساطة، وأدارت ظهرها للفخامة التلمسانية، التي تعتمد على إظهار الثراء الفاحش، بالتزين بقطع حلي ذهبية بسيطة.. رغم تداخل التواريخ والروايات، تمكنت البلوزة لوحدها من المزج بين ثقافة مدينتين، هما وهران وتلمسان، خاصة في نهاية القرن الثامن عشر، بسبب انتقال العديد من العائلات التلمسانية إلى مدينة سيدي الهواري، لتوفر فرص العمل وا٧لتجارة. يهوديات في مدينة الأسود بعد الاحتلال الفرنسي، تغير اسمها إلى  BLOUSE أي القميص الطويل، وحتى أكمامها المنتفخة استوحت تصميمها من الموديلات الأوروبية.. وهذا قد يرجع إلى كون وهران المدينة الأكثر ازدحاما بالأوروبيين في منتصف القرن التاسع عشر، فبعد احتلالها سنة 1831 من طرف الفرنسيين، لم تتبق سوى بعض العائلات الوهرانية فقط في المدينة.. وأمسكت العائلات اليهودية بزمام الأمور في ميدان الخياطة والأزياء والموسيقى، فأضافت وغيرت، وهناك من يرى أن التدخل اليهودي هو ما كان وراء فتح الياقة أو الديكولتي. جبة عريقة باسم فرنسي الكثير من المختصين في التاريخ واللباس التقليدي، يعارضون هذه الرواية، ويؤكدون أن البلوزة الوهرانية ليست من تلمسان، وأنها ولدت من وحي الضرورة التي فرضتها الظروف آنذاك، خاصة الاحتلال الفرنسي، والدليل، أن هذه الجبة ليست قطعة من الشدة التلمسانية، بل منفصلة تماما عنها، مع الحفاظ على اسمها الفرنسي وعنقها المفتوح الذي لا يتماشي مع الطابع المحافظ جدا للعائلات التلمسانية.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 1