المدة الزمنية 4:1

حرب تشرين.هل كانت انتصاراً أم هزيمة لسوريا؟ باكسرين

بواسطة معلومة
2 130 مشاهدة
0
52
تم نشره في 2020/10/11

حرب أكتوبر انتصار أم هزيمة … أما لا هذا ولا ذاك؟ بالبداية أريد التأكيد أنا كلامي ليس فيه انتقاص مما حققه الجيش السوري البطل على جبهة الجولان وحسب الإمكانيات التي كانت متاحة بين يديه ولا انتقاص من قيمة الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل استعادة ما اغتصب من أرضنا وإنما هو إلقاء الضوء على هذه الحرب الكبيرة التي حدثت منذ 41 عاما والتي كانت نقطة تحول كبيرة جعلت إسرائيل تعيد النظر بجيشها والذي كان لا يقهر حسب وصفهم قبل بداية الحرب و لنناقش سويا نتائج هذه الحرب ..ما لنا وماعلينا .. أين أخطئنا وأين أصبنا ولماذا لم نستعيد هضبة الجولان . بالبداية دعونا نتكلم عن الإنتصار ماذا يعني ومتى يتحقق ، ونطرح السؤال التالي : متى ينتصر جيش على جيش آخر؟ قد يكون الجواب بسيط وسهل وبإمكان أياً منا الإجابة عليه ، فنستطيع أن نقول مثلا أن الإنتصار يتحقق عندما يحطم جيش ما جيش عدوه ويجبره على التراجع أو الإنسحاب أو أنه يسترجع منه أرضا كان قد احتلها ... طبعا في الحالتين لا ننظر كثيرا لعدد الشهداء وللعتاد الذي دمّر لانه لايوجد حرب بدون خسائر ولا يوجد انتصار بدون خسائر وإنما ننظر الى النتيجة من هذه الحرب. لازلنا ومنذ ذلك التاريخ نسمع من إعلامنا عن انتصارات تشرين وعن التحرير و و الخ، ولكن إن كان هناك انتصارا فهذا يعني أنه هناك قضاء على جيش معادي وإن كان هناك تحريرا هذا يعني أن هناك أرضاً محررة ولكن الذي حصل أنه لم يتم القضاء على الجيش الإسرائيلي بل تم تكبيده خسائر فادحة وسرعان ما أعاد توازنه بعد اليوم الثالث للحرب وألحق خسائر كبيرة بالجيش السوري والمصري ، كما أنه لا توجد أرض محررة ، صحيح أن الجيش السوري حرر ثلاثة أرباع هضبة الجولان ووصل الى منطقة مطلة على بحيرة طبريا في الأيام الثلاثة الأولى للحرب ولكن الجيش الإسرائيلي استرجع تلك الأرض و أعاد الجيش السوري الى ما بعد خط وقف إطلاق النار بل وصلت قواته وفي إختراق للجبهة الشمالية إلى أطراف بلدة سعسع التي تبعد أكثر من عشرين كلم عن خط وقف إطلاق النار ... قد يقول أحدكم بأن القنيطرة "المدينة" عادت لحضن الوطن .. نعم عادت ولكن ليس بالحرب وإنما بالتفاوض وإسرائيل أرادت أن توقف الحرب على الجبهة الشمالية وتضع خط إطلاق النار موافق عليه من مجلس الأمن لتلتهم فيما بعد هضبة الجولان وتضمها لها ، بالتأكيد هذه ليس تباهي بما حققه الجيش الإسرائيلي فهو جيش عدو وكلنا كان يتمنى لو أبيد عن بكرة أبيه وأن تحرر هضبة الجولان كاملة بل فلسطين كلها ولكنها الحقيقية التي حاولوا طوال هذه الفترة إخفائها. لذلك دعونا نقوم بسرد سريع لمجريات حرب تشرين كيف بدأت وإلى أين وصلت ومن خلال ذلك نعرف من المنتصر إن كان هناك انتصاراً ومن الخاسر إن كانت هناك هزيمة. في يوم السادس من تشرين الأول عام 1973 وفي الساعة الثانية وخمسة دقائق شنَّ الجيش السوري هجوما كاسحا على الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان تزامنا مع هجوم مماثل قام به الجيش المصري في سيناء ... ففي الجبهة السورية وفي الأيام الثلاثة الأولى وبالرغم من الخسائر الكبيرة إلا أن الجيش السوري استطاع أن يحرر ثلاثة أرباع هضبة الجولان تقريبا ، مكتسحا الجيش الإسرائيلي ومحطم كل شئ أمامه وكانت خسائر الجيش الإسرائيلي كبيرة بالأرواح وبالعتاد من طائرات الى مدرعات بمختلف الأنواع الى درجة جعلت إسرائيل تضرب جرس الإنذار وتطلب مساعدة عاجلة من أمريكا لتعويضها ما فقدته في الجولان ، وقد جعلت ثقل الحرب على الجبهة السورية لقربها من العمق الإسرائيلي ، حيث اجتمعت القيادة العسكرية الإسرائيلية وقررت أن الأولوية هي للجبهة السورية لذلك وفى الساعة الثانية فجراً من يوم 7 أكتوبر وصل موشى ديان وزير الدفاع إلى مركز قيادة السلاح الجوى، وأبلغ بليد (قائد سلاح الجو) بأنه "يجب التغاضي عن الجبهة المصرية فالموقف على الجبهة مع سورية رهيب، وليس هناك ما يوقفهم، وطلب منه تركيز جهود السلاح الجوى على الجبهة السورية". المهم بعد اليوم الثالث للحرب وبعد أن اكتمل الإحتياط الإسرائيلي وبعد جسر جوي لم ينقطع قامت به أمريكا الى إسرائيل وبعد طلعات كبيرة وغير مسبوقة لسلاح الجو الإسرائيلي واستهدافه المدرعات السورية المتقدمة بدء الجيش السوري يسير ببطئ شديد الى أن توقف بشكل كامل ومن ثم بدأ بالتراجع إلى خط وقف إطلاق النار، و قام الجيش الإسرائيلي بعدها بعملية اختراق في القطاع الشمالي وصل به الى أطراف سعسع ولكنه أجبر على التوقف عند ذلك الحد بعد أن تم تكبيده خسائر كبيرة أجبرته على التوقف مع العلم أن السياسيين الإسرائيليين يقولون أنهم هم من أوقفوا زحف الجيش الاسرائيلي باتجاه دمشق حتى لا تدخل روسيا الحرب بعد أن كانت قد هددت بذلك. المهم بعد ذلك تم إعلان وقف إطلاق النار على الوضع الجديد ولكن الرئيس الراحل حافظ الأسد أمر الجيش السوري بالإستمرار بحرب استزاف دامت 82 يوم بعد أن توقفت الحرب وتم تكبيد الجيش الاسرائيلي الكثير من الخسائر وقد توقفت الحياة في إسرائيل بشكل كامل تقريبا هناك نقاط يجب ذكرها ولا يجب التغاضي عنها حصلت في هذه الحرب هي : 1- الرئيس الراحل حافظ الأسد دخل حرب تشرين للتحرير بينما السادات دخلها للتفاوض لذلك عمد الى السير بخطة عسكرية مختلفة عما اتفق به مع الجانب السوري وأوقف الهجوم المصري مما حدا بإسرائيل بنقل معظم ثقلها العسكري تقريبا على الجبهة السورية. 2- أمريكا دعمت إسرائيل بشكل منقطع النظير ونقلت لها كل صنوف الأسلحة وانقذتها من الإنهيار وجعلتها تستلم المبادرة بالقتال والهجوم فيما بعد بينما روسيا لم تقم بذلك ولم يصل الى الجيش السوري إلا القليل وهناك سلاح وصل بعد الحرب ولو كان وصل قبلها أو خلالها لغير موازين القوى بشكل كبير. 3- الملك الأردني أخبر إسرائيل بنية سوريا ومصر بشن حرب ضدها وأرسل لواء من الجيش الاردني في نهاية الحرب كي يقول لشعبه بأنه ليس عميلا ولكنه كذلك بالتأكيد. 4- الجيش العراقي قاتل قتال الأبطال وكان له دور كبير في عملية إيقاف الخرق الإسرائيلي ولو أنه كان موجودا منذ اليوم الأول لكانت الحرب انتهت الى غير ما انتهت إليه.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 18