لماذا خلق الله الشر5؟ برنامج شبهات ومراجعات للشيخ محمد جندية الموسم الثاني الحلقة 30 باكسرين

- أثر البيئة في موضوع الشر: - تخيل أن يكون لك جار إيمانه ضعيف: مؤذ؛ يتطاول عليك؛ يوقف سيارته مكان سيارتك؛ يقطع عنك الماء أو الكهرباء؛ يرعب أطفالك؛ يزعجك بصوته وصوت تلفازه؛ يضيق عليك؛ ولو حاولت مواجهته فستواجه مشاكل لا تقدر عليها...ستشعر أن السكن في بيتك شر كله وأنه يجب عليك أن ترحل إلى بيت آخر لترى الخير... أما لو كان جارك بخلاف هذا لكنت في نعيم تحسد عليه؛ ولصار معك كما حدث مع جار الحسن البصري رحمه الله تعالى عندما عرض بيته للبيع بضعف ثمنه؛ ولما سئل عن السبب؛ قال ثمنه 250 وجيرة الحسن 250 إذا اخترت البيئة الصالحة ستجد كل ما حولك جيد؛ ففي قصة الرجل الذي قتل 100 نفس وأراد أن يتوب؛ ذهب إلى فقيه يسأله؛ قال له اترك قريتك فهي قرية سوء وانطلق إلى أرض كذا فإن فيها قوماً يعبدون الله فاعبده معهم؛ قال ابن عطاء السكندري إذا صلح العبد أصلح الله بصلاحه غيره؛ وإذا فسد العبد أفسد بفساده غيره؛ فنحن نوسع دائرة الخير أو الشر؛ وفي سورة التوبة ما يؤكد ذلك؛ ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ - الله على كل شيء قدير؛ لا يفعل شيئاً إلا لحكمة؛ ولا يريد الضر بعباده، وإذا كان الأمر كذلك فلا شك أن هناك حكماً من وجود الشر؛ وما على المسلم إلا التسليم. - من الخطأ أن ننظر لجزء من الصورة ونحكم على الصورة كلها؛ مثلاً لو فسد ضرسك ورافق ذلك ألماً لا يحتمل؛ فالعقل والطبيب يقول إن أسباب تسوس الضرس كذا وكذا؛ وغالباً ما سيكون المريض هو السبب؛ جاء الألم لينبّه المريض إلى أن هناك فساداً في الضرس ينبغي إصلاحه؛ ذهب إلى الطبيب فكان لا بد من عمل جراحي ولو بسيط حتى ينقذك من الألم، فلو اعترضت على ألم العلاج وحكمت على الطبيب بأنه ظالم، لأخطأ في حكمه، والمشرط الذي يحمله الطبيب مشرط رحمة لا مشرط عذاب؛ فالطبيب يجري العملية من أجل راحة المريض، وإذا نظر أحدنا إلى جزء من الصورة وهي ألم العلاج ولم ينظر للصورة كاملة وهي أن المريض هو سبب المشكلة بتناول السكريات وعدم الحرص على نظافة أسنانه؛ ولم ينظر للراحة التي بعد العلاج، فألم التسوس بسيط بالنسبة للراحة بعده، فالأصل هو الخير والإستثناء هو الألم أو الشر وهكذا ينبغي أن ننظر إلى الخير والشر في الدنيا. - كل شر يشتمل بالضرورة على خير ولكن أحياناً لا نشاهده ولا ندركه لعجز فينا نحن البشر، الأصل في الحياة الخير وليس الشر، الأطفال الطبيعيون هم الأصل والمعاقون هم الإستثناء، والحياة المستقرة هي الأصل والكوارث استثناء، وقصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح تفسر لنا كيف ينبغي لنا أن ننظر للصورة كاملة حتى نشاهد عدل الله ورحمته في الأقدار.

الفئة