المدة الزمنية 7:5

سيكولوجية الجماهير الوعي الغائب - كيف يفكر الجمهور ؟ وكيف يفكر السياسي ويتحكم في هذه الجماهير ؟ باكسرين

305 مشاهدة
0
26
تم نشره في 2021/08/16

الجماهير، اللفظ الذي لا يتخلى عنه الجميع، خاصة إذا تعلق الأمر بأمور الحكم والسياسة والاستحقاقات الانتخابية والقرارات الهامة والمؤثرة في إعادة تقييم الأمور. الكل الآن يعلق الأمل على الجماهير. ويبقى السؤال الحائر: وأين الجماهير؟ غوستاف لوبون، مؤلف كتاب سيكولوجية الجماهير، وأشهر مَن كتب عن الجماهير هو الذي سيجيب عن هذا السؤال. يقول جوستاف لوبون: الجماهير أبعد ما تكون عن التفكير العقلاني والمنطقي، والجماهير تتحرك بشكل لا واعٍ إذا تحركت، عكس الفرد الذي يتحرك بشكل واعٍ، فالجماهير قد تحرق اليوم ما كانت تقدسه بالأمس، وهي تغيَر أفكارها كما تغيّر قمصانها. وسلوك الشخص في الجمهور يختلف عن سلوك نفس الشخص بدون الجمهور، فالشخص المنخرط في الجمهور يمكن أن يقوم بأعمال استثنائية ما كان مستعداً إطلاقاً لتنفيذها لو كان في حالته الفردية الواعية المتعقلة. الجماهير تتأثر بالصور والشعارات والأوهام والكلمات الرنانة أكثر من تأثرها بالحجة والمنطق. الجماهير تنساق خلف القائد الذي يعرف كيف يفرض إرادته عليها، فالجماهير تحتاج إلى قائد له هيبة حتى لو كانت مصطنعة وبجيد التأكيد والتكرار والتحذير حتى لو كانت أوهاماً. والجماهير تردد الشائعات أكثر من ترديدها للحقيقة. من الخصائص المهمّة للجماهير حسب لوبون هي تلاشي شخصية الفرد الّتي تميّزه حينما يكون جزءا من الجمهور، فلا ذكاؤه سينفعه ولا علمه سيمكّنه من اتّخاذ قرارات منطقية سليمة. فالفرد حينما يصبح جزءا من جمهور ما فهو يتحمّس لأفكار بسيطة نتيجة التّحريض والعدوى للعواطف والأفكار، وقد يفعل أمورا لا يمكن أن يفعلها إن كان وحيدا، كالتّحطيم والقتل، وكالتّضحية في سبيل الهدف دون خوف من الموت. تحدّث لوبون كثيرا عمّا سمّاه العاطفة الدّينية، وهي ما أشعلت الانتفاضات الكبرى كما أدّت إلى تغييرات كبيرة، وهذه العقائد الدّينية ليست فقط دينية تخصّ دينا معيّنا، بل قد تكون بطلا أو فكرة سياسية تسيطر على الجماهير. وهذه العاطفة تملك قوّة مخيفة تجعل الجماهير تخضع لها خضوعا أعمى، فتمضي بعزم لحماية تلك العاطفة كما تعتبر كلّ من يرفضها عدوّا. يتحدّث لوبون عن الجماهير على أساس تجارب سابقة كالثّورة الفرنسية والثّورات اللّاتينية، وكذا على أسس الحملات الانتخابية ومجالس النوّاب وهيئة المحلّفين وغيرها من التجمّعات الّتي تشكّلها الجماهير، حيث يرى أنّ هذه الجماهير لا تبحث أبدا عن الحقائق إنّما عن الأوهام فقط، إذ يتمّ إقناع هذه الجماهير والسّيطرة عليها من خلال الوعود المضخّمة مثلا أو من خلال عبارات تضرب أوتارا حسّاسة تنسلّ إلى لاوعي تلك الجماهير بحكم العرق الّذي تنتمي إليه، لكنّ المحاجّات العقلانية ومحاولة معاملتها بالحقائق والبراهين لن يؤدّي إلّا إلى تنفيرها وليس جذبها #علم_النفس #سيكولوجية_الجماهير #علم_النفس_الاجتماعي #سيكولوجية_السياسي

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 10