المدة الزمنية 1:25:44

قصّة نبيّ اللّه يُوسُـف عليه الصّلاة و السلام _ الجزء الثاني .. باكسرين

133 مشاهدة
0
2
تم نشره في 2023/06/03

** يوسف عليه السلام في السجن .. -------------------------------------------------- - قرر العزيز وبعض أهله أن يضعوا يوسف عليه السلام في السجن على الرغم من علمهم ببراءته، وعزموا على أن يضعوه في السجن مدّة من الزمن بنيّة رد التهمة عن امرأة العزيز وتجنباً لغوايتها به مرّة أخرى. * رؤيا صاحبي السجن وتعبيرها : --------------------------------------------- - دخل يوسف عليه السلام السجن ظلماً، وهناك التقى العديد من البشر، وقد اشتهر عنه فيما بينهم؛ بأنّه شخص صالح، صادق الحديث، كثير العبادة، كما أنّه أمين ومُحسن، ودخل في تلك الفترة فتيان؛ الأوّل ساقي الملك، والثاني خبّاز الملك، وقد رأى كلّ واحد منهما في المنام حلماً، وأتيا إلى يوسف عليه السلام وقصّ كل منهما خبره عليه وطلبا منه تأويل ذلك، وكان الله سبحانه وتعالى قد علّم يوسف التفسير، ولأن يوسف عليه السلام نبيّ فقد استغل هذه الفرصة ليدعوا إلى الله تعالى، فذكّرهما بالله تعالى وبوحدانيته، ودعاهما إلى عبادته وحده وترك ما يعبدون من غيره، وأورد لهم دلائل التوحيد وبراهينه ومبطلات الشرك، وقد أخبر يوسف عليه السلام بعد ذلك كلّ واحد منهما تفسير منامه، وكانت رؤيا الأوّل أنه يعصر الخمر بيديه ثم يقدمه لسيده؛ فكانت بشارته أنّه سيخرج من السجن ويعود إلى عمله، أمّا الآخر الذي رأى أنّه يحمل الخبز وتأكل الطيور من ذلك الخبز فوق رأسه؛ فقد أخبره بأنّه سوف يصلب عقاباً له ويبقى مصلوباً إلى أن تأكل رأسه الطيور، ثم طلب يوسف عليه السلام ممّن سيخرج أن يذكره عند الملك وأن يذكر بأنّه بريء من التهمة ليخرج من السجن، إلّا أنّ الفتى نسي الأمر وبقي يوسف عليه السلام في سجنه بضعة سنوات. * رؤيا الملك وتعبيرها : -------------------------------- - رأى عزيز مصر في حُلمه أنّ هناك سبع بقرات هزيلات ضعاف يأكلن سبع بقرات كبيرات سمان، ثم رأى سبع سنبلات خضر وأخرى مثلهنّ لكن يابسات، وحين طلب من حاشيته أن يخبروه عن تفسير هذه الرؤيا اعتذروا بأنّهم لا يعلمون تفسير الرؤيا، وأنّ ذلك الحلم قد يكون مجرد خربطة أحلام، وسمع الفتى الذي كان مع يوسف عليه السلام في السجن ذلك وأشار عليهم بمن يفسّر لهم تلك الرؤيا، وأخبرهم أنّ يوسف قادر على تأويلها، وقد فسرّ يوسف عليه السلام حلم العزيز وأخبرهم بأنّهم ستمّر عليهم سبع سنين فيهنّ رزق وبركة بسبب الخصب والأمطار، ونصحهم بأن يحفظوا من هذا الحصاد ما يكفيهم للسنين القادمة، وأشار عليهم بأن يتركوا الحصاد في سنبله حفظاً له من الفساد، وأن يبقوا قليلاً منه للأكل، ثمّ أخبرهم أنّ السنوات التي ستأتي بعد هذه السنين سنواتٌ سبع فيهنّ جدب وشدّة؛ فيستهلكون ما حفظوه من غلّة السنين الماضية، وبعد هذه السبع العجاف ستأتيهم سبع سنين ينزل فيها عليهم الغيث، وتخصب الأرض وتغلّ ويعصر الناس مما يخرج من الأرض من زيت وعنب ونحوه. * براءة يوسف وخروجه من السجن: ------------------------------------------------ - طلب الملك من حاشيته أن يأتوه بيوسف عليه السلام بعد أن فسّر له رؤياه، إلّا أن يوسف عليه السلام رفض ذلك حتى تظهر براءته للناس ويعلموا أنّه عفيف ولم يقترف شيئاً، وحين سأل الملك النسوة اعترفن بأنّه كان بريئاً واعترفت امرأة العزيز أنّها هي من رادوته عن نفسه، ولمّا ظهرت للملك براءة يوسف أمر بإخراجه من السجن، فخرج عليه السلام. * تولية يوسف على خزائن الأرض: ----------------------------------------------- - طلب يوسف عليه السلام من الملك بعد أن أخرجه من السجن وأكرمه بأن يجعله وزيراً للخزينة، فقبل الملك ذلك وأعطاه مفاتيح الخزينة، وهذا من رحمة الله تعالى وتمكينه ليوسف عليه السلام وفضله عليه. * لقاء يوسف بإخوته: ------------------------------ - خرج أهل فلسطين وفيهم أخوة يوسف إلى مصر لعلهم يجدون هناك مؤونة يرجعون بها إلى أهلهم، وحين دخلوا على أخيهم يوسف عليه السلام وكان حينها وزيراً لم يعرفوه، ولكنّه عرفهم، وطلب منهم أن يأتوا بأخيه بنيامين، وإن امتنعوا عن ذلك فلن يعطيهم المؤونة، فرجعوا إلى أبيهم ليقنعوه وأخبروه أنّ الوزير طلب جلب أخيهم بينامين، لكنّه رفض بدايةً عندما تذكّر ما فعلوه بيوسف عليه السلام قبلاً، ثمّ فتّشوا أمتعتهم ووجدوا أموالهم ومؤنهم موجودة؛ فأخبروا أباهم بذلك وبيّنوا أنّ أخذهم لأخيهم سيزيد من المؤن التي سيحصلون عليها؛ فقال لهم: (لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ ۖ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ). رجع أخوة يوسف إلى مصر ودخلوا عليه ومعهم أخوه بنيامين، ولأنّه أراد أن يُبقي أخاه عنده احتال لذلك حيلة، فأبقاه عنده، ورجع أخوة يوسف إلى أبيهم وأخبروه بما حصل، فحزن حزناً شديداً وبكى حتى أفقده البكاء نظره، ثم أمر أولاده بأن يعودوا إلى مصر ويبحثوا عن إخوانهم يوسف وبينامين، فأطاعوا أبيهم وخرجوا إلى مصر مرّة أخرى. * التقاء الأسرة: ------------------- - رجع أخوة يوسف إليه كما أمرهم أبوهم وحين دخلوا عليه فرجوه أن يتصدّق عليهم ويرحم ضعف أبيهم الذي فقد بصر عينيه من فراق أبنائه، وحين علموا أنّه أخيهم يوسف طلبوا منه الاستغفار لهم، فقال: (لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، وقد أرجع يوسف عليه السلام فعلهم إلى جهلهم وظلمهم لأنفسهم، ثم أعطاهم قميصه وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم ويلقوا القميص على وجهه وبشّرهم أنّه سيعود له بصره، وحين رجعوا أحسّ أبوهم بريح يوسف، وألقى البشير القميص على وجه يعقوب عليه السلام فعاد له بصره، وطلبوا من أبيهم الاستغفار لهم ففعل، وخرجوا جميعهم إلى مصر ليلتقوا بيوسف عليه السلام، وعندما دخلوا إليهم سارع إلى أبويه وأمّنهم من الخوف والقحط، وجعلهم بجانبه على العرش، وألقي إخوته له ساجدين، ولمّا رفعوا رؤوسهم ذكّر أباه برؤياه من قبل، وحمد الله تعالى على ما أنعمه عليه من الحرّية والمُلك، وبأن أصلح الله تعالى بينه وبين إخوته.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0